قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، إنه أخبر السلطات الجزائرية برغبته في أن تصفح الجزائر عن عائلات الحركي والأقدام السوداء وتسمح لهم بزيارة الجزائر التي مازالت، حكومة وشعبا، تنظر إليهم كخونة للوطن وترفض أية تسوية تقضي بتمكين حتى أبنائهم من صلة الرحم ببلدهم الأصلي وبعائلاتهم. وأكد ماكرون في مؤتمر صحفي: "دعوت السلطات الجزائرية إلى العمل في اتجاه المصالحة التاريخية، ويبدو لي مهما خلال الأشهر القادمة أن نجد السبل لتمكين الرجال والنساء الذين ولدوا في الجزائر والذين يريدون العودة مهما تكن قصتهم العائلية مع هذا البلد، أن يتمكنوا من ذلك واعتقد أننا نحتاج لمصالحة هذه الذاكرة والماضي". والحركي (Harki) هم الجزائريون الذين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي إبان الثورة الجزائرية 1 نوفمبر 1954- 5 جويلية 1962 استعملتهم فرنسا من أجل قمع المجاهدين الجزائريين والتجسس عليهم، حيث عند انطلاق الثورة التحريرية كانوا ملزمين بإتمام الخدمة الوطنية في الجيش الفرنسي، والفئة الثانية هم مجموعة من الجزائريين اختاروا الانضمام إلى الجيش الفرنسي طواعية، أي دون إكراه وكان معظمهم قد شارك في الحرب العالمية الأولى أو الثانية أو حرب الهند الصينية إلى جانب فرنسا. الأقدام السوداء (Pieds-Noirs) فهي تسمية تطلق على المستوطنين الأوروبيين الذين سكنوا أو ولدوا في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، ورفضوا البقاء في الجزائر غداة استقلالها في 1962،