في تدوينة جديدة على الفايسبوك، تساءل الباحث في الشأن الإسلامي، ادريس الكنبوري: هل يمكن لعبد الإله بنكيران أن يجلس مع نفسه ويراجع فكرة المشاركة السياسية؟ وقال الكنبوري: "فشلت أحلام حزب العدالة والتنمية في بضع سنين. كان بنكيران هو عراب المشاركة السياسية في التسعينات، وفي عام 1998 شارك في برنامج "الاتجاه المعاكس" بقناة الجزيرة في مواجهة الأستاذ عبد اللطيف الحاتمي، محامي الشيخ الراحل عبد السلام ياسين آنذاك، الذي كان تحت الحصار. كان حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية آنذاك قد شارك لأول مرة في الانتخابات بعد دخول إسلامي حركة التوحيد والإصلاح إليه، وكان لديه تسعة برلمانيين. ذهب بنكيران إلى البرنامج وقال بالحرف: لقد أصبح لدينا تسعة برلمانيين وأعتقد أننا بالمشاركة أقدر على رفع المظالم كلها في المجتمع". وأضاف الكنبوري في ذات التدوينة: "هذا ما قاله (بنكيران) بالحرف، حين كان الرجل يطمع في مجرد حقيبة وزارية واحدة في حكومة اليوسفي. بعد 19 سنة من هذا الكلام أصبح حزب العدالة والتنمية واحدا من الأحزاب الكبرى في المغرب، وحقق نجاحات انتخابية غير مسبوقة، وقاد الحكومة عام 2011، وصار بنكيران رئيسا لأول حكومة بعد دستور جديد، وليس مجرد وزير في حكومة يقودها اشتراكي، وبدل تسعة برلمانيين صار لديه أكثر من 100 برلماني. وانتهى المسار السياسي لبنكيران، أو هو في طور الانتهاء بعد أن وصل إلى مرحلة النضج، ولم ترفع المظالم، لا كلها ولا جلها". أعتقد أن هذا درس بليغ للإسلاميين، أن يكونوا واقعيين في طرح أحلام الإصلاح، أن لا يتعاملوا دائما مع الدولة كخصم، بل أن يعرفوا أن الخصوم قد يكونون في صفوفهم، وقد يكونون هم أنفسهم خصوما لأنفسهم من دون أن يشعروا، لأن التقلبات جزء من البشر، ولأن شجرة الأحلام دائما خضراء أما الواقع فهو أصفر، مثل صفرة الأطماع الشخصية، وأن يضعوا أمام أعينهم هذه القاعدة الذهبية في الولايات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"والله ما أخاف عليكم الفقر ولكن اخاف عليكم الغنى، أن تنبسط لكم الدنيا كما انبسطت لمن قبلكم فتتنافسوا فيها، فتهلككم كما أهلكتهم" يتابعةالكنبوري. ثم ينهي تدوينته قائلا: "وها نحن نرى ونسمع من يقول اليوم إن بنكيران أهلكته عصابته".