سيظل 11 نونبر يوما تاريخيا بكل المقاييس لأنه حمل رسائل عديدة إلى كل من يهمه الأمر.. رسائل قصيرة ومركزة حملت إشارات لا تحتمل تأويلا غير ما هو ظاهر الرسالة الأولى، هي التي بعثها أبناء المهجر الذين شكلوا العمود الفقري للمنتخب الوطني ورغم أنهم من أبناء الجيل الثالث للمهاجرين الذين ازدادوا هناك وكانت أمامهم فرص حمل قميص منتخبات أوربية كبيرة كفرنسا وبلجيكا وهولندا و… حيث فرص العالمية متاحة بشكل أفضل إلا أنهم فضلوا الوطن على كل الإغراءات وهذا درس لبعض مسؤولي الوطن ممن يلهثون وراء جنسيات أخرى الرسالة الثانية، تجلت في خروج كل المغاربة فرحا بإنجاز منتخبنا الوطني دون استثناء في جميع مدن المملكة من الصحراء الى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، الكل يحمل العلم الوطني. خرجوا فرحا لكون علم المغرب سيكون حاضرا في روسيا 2018 غير مبالين بمشاكلهم الاجتماعية من بطالة ونقص في الأجور وزيادات مجحفة وتدهور قطاع الصحة والتعليم وتعثر المسلسل الديمقراطي كل هذا يهون لأجل الوطن، فمشاكلهم تصغر إن كبر الوطن وكذا المهاجرين في بلدان المهجر وهذا خير رد على من يكيل التهم الجاهزة من انفصال وتخابر مع الخارج إن وجد نفسه عاجزا أمام تظاهرهم السلمي من أجل مطالب مشروعة. الرسالة الثالثة، جاءت من الجامعة الملكية لكرة القدم مفادها: دعونا نشتغل لا تشوشوا علينا فالقادم أفضل. الرسالة الرابعة، جاءت من الشعب الجزائري الشقيق لحكام الجزائر فبفرحهم بتأهلنا أكدت الجماعي الجزائرية أن صراع الحكام لا يعنيها؛ "المغرب والجزائر خاوا ماتمكاش عداوة". الرسالة الخامسة الأخيرة، وصلت من أدغال إفريقيا وبالضبط من الإيڤواريين فطريقة استقبالهم للمنتخب والجمهور المغربيين وكذا تعاطيهم مع تأهلنا رغم خسارة منتخبهم ناهيك عن فرحة شعوب البلدان الإفريقية الأخرى وضحت أن تواجدنا في إفريقيا ليس بالحشيش وتبييض الأموال وإنما بالتنمية والعمل الإنساني وأن خطوطنا الجوية تحمل الخير كل الخير وفي ذلك خير رد لمن أزعجه وجودنا هناك. أتمنى أن يلتقط القمر الصناعي الجديد هاته الرسائل ويحللها جيدا ويخبر مسؤولي الوطن بأن مطالب الشعب واضحة وهي الديمقراطية والتنمية أما وحدة الوطن واستقراره وأمنه فذاك خط أحمر لا يمكن أن نسمح لأي كان تجاوزه ولو طالت لا مبالاتكم لمطالبنا المشروعة. سنظل نصيح بأعلى صوتنا ونحن متألمين لأذانكم الصماء؟ لكن في يبقى أملنا كبير في عود الصدى عاش المغرب ولا عاش من خانه.