تأهلت الجزائر للمونديال في البرازيل بهدف ثمين جدا، وهي بهذا تمثل العرب في هذا المحفل الدولي. وتقدم لاعبو منتخب الجزائر بهدف ثمين سجله مجيد بوقرة في مرمى بوركينافاسو في الشوط الثاني من المباراة الفاصلة، وهو ما بعث الآمال للمرور إلى مونديال البرازيل 2014. واستفاق الفريق الجزائري في الشوط الثاني، مسجلا الهدف القاتل، قبل أن ينفجر الحماس في محاربي الصحراء، ويضغطون بقوة على منتخب بوركينافاسو.
وحقق المنتخب الجزائري التأهل الرابع الى المونديال، والثاني على التوالي بعد التأهل في مونديال إسبانيا عام 1982 ومونديال المكسيك عام 1986 ، ثم إلى مونديال جنوب افريقيا في عام 2010 . ووجد لاعبو المنتخب الجزائري صعوبة كبيرة أمام المنتخب البوركيابي الذي أغلق اللعب ، وأدى المنتخب الجزائري مقابلة كبيرة، أظهر فيها رفقاء الحارس محمد لمين زماموش ارادة وتصميم على اسعاد 40 مليون جزائري، وكل الجماهير العربية التي علقت آمالها على الخضر. وكان قد أصيب 40 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم 10 في حالة خطرة، خلال تدافع بين المناصرين أمام مدخل ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة (60 كيلومتراً شرقي العاصمة الجزائرية)، قبيل بدء المقابلة الفاصلة على الساعة 19.15 بتوقيت الجزائر، بين المنتخب الجزائري ومنتخب بوركينا فاسو للتأهل الى نهائيات مونديال البرازيل 2014. وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني نسيم برناوي بأن وحدات التدخل والإسعاف أحصت 40 جريحاً في صفوف مناصري الفريق الجزائري جراء التدافع واعتداءات ومشاحنات بين المناصرين أمام مدخل الملعب". وذكر نفس المصدر أنه يوجد بين المصابين مشجع أصيب بجروح على مستوى الجمجمة وتم نقله الى المستشفى، فيما تعرض أربعة أشخاص الى أزمة تنفس، ونقلوا عاجلاً الى المستشفى.
ومنذ الليلة الماضية بدأ توافد الآلاف من الأنصار على مدينة البليدة، لحضور أكبر حديث كروي تشهده الجزائر منذ أربع سنوات، خاصة أن المنتخب الجزائري على أعتاب رابع تأهل الى المونديال، إذ يكفيه هدف واحد للتأهل، بعد خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المقابلة الأولى التي لعبت في واغادوغو. الرياضة تجمّع ما فرقته السياسة واستحوذت هذه المقابلة على اهتمام الجزائريين منذ أيام، ولفت الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في رسالة تشجيعية وجهها الى لاعبي المنتخب الوطني قبل ساعات من المقابلة الى أن "المقابلة كانت شغلهم الشاغل طيلة شهور. إذ ما فتئوا يتتبعون أخباركم ويترصدون خطواتكم ويتقصون أحوالكم الى درجة كادوا يحصون فيها أنفاسكم وقد وضعوا أملهم وثقتهم الكاملة فيكم وفي الطاقم المسير". وطالب الرئيس الجزائري لاعبي المنتخب بالفوز والتأهل الى مونديال البرازيل 2014، وقال بوتفليقة "لقد كنتم دائماً ومازلتم عند حسن ظنهم بكم وما من شك في أنكم لن تخيبوا أملهم فيكم وستفوزون بإذن الله وسيكون تأهلكم الثمين للاستحقاق العالمي القادم عرساً رياضياً بهيجاً تتعانق فيه هتافات الرجال وزغاريد النساء مع الألوان الوطنية التي سترفرف عالياً وترفرف معها القلوب فرحاً في كل أرجاء الوطن". واللافت أن مقابلة كرة القدم وحدت الجزائريين وجمعت ما فرقته السياسة، والتطاحن السياسي بين الأحزاب والسلطة وأحزاب المعارضة والحكومة، كما ألغت المقابلة الحديث الطاغي في الساحة السياسية عن الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل . وقال الخبير في التنمية البشرية إبراهيم بدر ل"العربية نت" إن "هذا الأمر يرجع إلى ثقافة صنعها النظام السياسي في الجزائر لدى الشعب خلال عقود، حيث يتيح للشعب إمكانية الفرح، ويحولها الى فرصة لتخفيف الضغط الاجتماعي الذي تواجهه السلطات، خاصة على مقربة من استحقاقات سياسية أو مواعيد اجتماعية مهمة