لم يكن المدرب الفرنسي لريال مدريد زين الدين زيدان متقبلا لفكرة أن يكون الغريم التقليدي برشلونة غائبا عن الدوري الإسباني لكرة القدم، في حال حصل إقليم كاتالونيا على رغبته بالانفصال عن مدريد من خلال الاستفتاء المقرر الشهر المقبل. وقرر إقليم كاتالونيا تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الأول من أكتوبر، في خطوة نددت بها مدريد ووصفها رئيس الوزراء ماريانو راخوي الخميس ب"فعل عصيان غير مقبول"، معلنا سلسلة إجراءات قضائية لصده. وتحدث راخوي عن "ظروف شديدة الصعوبة"، معلنا أن مجلس الوزراء أمر في اجتماع طارئ بالتوجه إلى المحكمة الدستورية من أجل "إلغاء" قانون تنظيم الاستفتاء الذي اقره برلمان كاتالونيا الاربعاء، علما أن مبدأ الاستفتاء اعتبر غير دستوري في 2014. ولطالما لوحت السلطات الرياضية الإسبانية بأن برشلونة وأندية أخرى من إقليم كاتالونيا، مثل ناديي كرة القدم اسبانيول والوافد الجديد جيرونا، ستستبعد عن البطولات الوطنية في حال حصل الانفصال عن مدريد، وهي مسألة تطرق اليها الجمعة زيدان، قائلا "لا أعلم ماذا سيحصل تحديدا. هناك أناس معه (الانفصال)، وآخرون ضده، إنه جدل معقد". وتابع "لا يمكنني تصور الدوري الإسباني من دون برشلونة. هذا كل ما يمكنني قوله، لا يمكنني تصور هذا الأمر. لطالما تصورت برشلونة جزءا من هذا الدوري… لا يمكنني الغوص في المسألة أكثر من ذلك لأني لا أعلم ماذا سيحصل…"، خاتما "ما لا يمكنني تصوره ولا أحبذ فكرته بتاتا، أن يكون الدوري الإسباني من دون برشلونة". واتهم النائب العام الاسباني خوسيه مانويل مازا المسؤولين الكاتالونيين "بعصيان مباشر لقرارات المحكمة الدستورية" عبر دعوتهم إلى الاستفتاء في الاول من اكتوبر. كما أعلن إعداد آليتين قضائيتين ضد رؤساء كتل البرلمان الكاتالوني الذي أقر قانون الاستفتاء ومجمل الحكومة الإقليمية، وفتح تحقيقات على جميع المستويات حول الاستعدادات المحتملة للاستفتاء وإصدار الأوامر بمصادرة "الادوات المخصصة لإعداد الاستفتاء غير القانوني أو لعقده". وقرر "الانفصاليون" الذين يشكلون أكثرية في البرلمان الكاتالوني منذ شتنبر 2015 مناقشة قانون ثان الخميس يهدف إلى تنظيم المرحلة الانتقالية إلى جمهورية مستقلة عن مملكة اسبانيا في حال فوز معسكر "نعم" في الاستفتاء. وسرعت الحكومة الاقليمية الاستعدادات للاستحقاق الذي يعارضه اليمين والاشتراكيون والوسط ويمنعه القانون، وهم يعتبرون انه من الضروري استشارة جميع الاسبان في مسائل تتعلق بوحدة اراضي البلاد. وفي المقابل، يؤكد الانفصاليون أن ما يدفعهم هو الدفاع عن حقوقهم بعد سنوات من "الاذلال" على يد المحافظين الذين نجحوا في 2010 في استصدار حكم من المحكمة الدستورية يقلص صلاحيات المنطقة الأكثر اتساعا التي منحها اياها البرلمان الاسباني في 2006. وفي حال أقيم الاستفتاء وصبت نتائجه لمصلحة الانفصال وحصلت كاتالونيا على استقلالها، فإن برشلونة سيقصى من البطولة الإسبانية بشكل مؤكد بحسب ما أشار رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس، مضيفا "إذا واصلت العملية مسارها بالاتجاه القائم حاليا، وآمل ألا يحصل ذلك، فلن يكون بإمكانهم (برشلونة) اللعب في الدوري الإسباني". وأشار تيباس أن مشوار برشلونة سيكون محصورا بالدوري الكاتالوني وحسب، مضيفا بشيء من السخرية "بطولة كاتالونيا ستكون دون شك مماثلة أو أفضل بشيء قليل من الدوري الهولندي. برشلونة سيكون سوبر أياكس (الذي لا يقهر في دوري بلاده). سيتوقف عن أن يكون ناديا أوروبيا كبيرا، هذا أمر مؤكد". ونادي برشلونة بحذ ذاته ليس بعيدا عن الأجواء الانفصالية، فلاعبه ومدربه السابق غوارديولا، الفائز مع المنتخب الوطني بذهبية كرة القدم في اولمبياد 1992، من أشد "المتعصبين" لفكرة استقلال كاتالونيا عن الحكومة المركزية. ويعتبر غوارديولا الذي يشرف حاليا على مانشستر سيتي الإنكليزي، رمزا للهوية الكاتالونية وهو يدافع علنا عن إجراء استفتاء باتفاق مع مدريد.