اختار إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة "المستقيل"، الاعتماد على المفارقات "العجائبية" للرد على مقال المؤرخ المعطي منجب "حراك الريف بعد حراك 20 فبراير.. هل هي نهاية حزب القصر؟" المنشور بجريدة القدس العربي بحيث قال العماري في مقال رده، المنشور في موقع "هسبريس"، "عزيزي "المؤرخ"، قلت إن القصر أسس "البام" ل"محاربة التوجه الاسلامي المعتدل.."، ولا أدري لم تحفظتَ على تسمية هذا التوجه الإسلامي "المعتدل"، علما أن القارئ يعرفه جيدا. وأدرك أنك تعرف -أكثر مني بكثير لأنك "مؤرخ" ومحلل مشهود لك أكاديميا- بأن هذا التوجه الإسلامي "المعتدل" قد أُنشِئ في سياقات وظروف سياسية يعرفها الجميع. وأنت تعرف أيضا الأدوار التي لعبها هذا التوجه بداية السبعينيات، حيث كان يشتغل في الظلام، إلى لحظة الإعلان عن تجربة التناوب التوافقي، فاتُخِذ قرارُ تمكينه من الأداة الشرعية، كي لا أقول العلنية". وتساءل العماري "عزيزي "المؤرخ"، اسمح لي بأن أتوجه إليك بسؤال أتمنى أن لا تحسبه استنكاريا. إذا كان "البام" من صنع النظام أو السلطة أو القصر، فمن يا تُرى صنع التيارات الإسلامية التي تمتلك، في نظرك، مشروعية الوجود والتمثيل؟" مضيفا و"أنت تعرف جيدا من هم أصحاب هذا القرار وكيف اشتغلوا عليه. كما أنك تعرف أيضا الموقف الذي كان لأصحاب هذا التوجه من حكومة التناوب، في زمن المرحوم الحسن الثاني، حيث لعبوا دور المساندة النقدية، بعد أن مكنتهم الجهة التي تعرفها من فريق برلماني، بالرغم من عدم حصولهم على العدد الكافي من المقاعد. وسُجِل آنذاك أول ترحال سياسي عالي المستوى. كما تتذكر بأنهم سحبوا المساندة النقدية ورحلوا بها إلى المعارضة، بعدما رحل من أوحى لهم بذلك في النسخة الثانية من حكومة التناوب التوافقي سنة 2000″. واسترسل العماري في اعتماد مفارقاته "العجائبية" لانتقاد ما أسماه بمفارقة منجب المنطقية قائلا : "عزيزي "المؤرخ"، أريد منك جواب المؤرخ العالم والعارف بجوهر الوقائع وأعراضها، حيث إنك تنتمي -كما تقول- إلى مدرسة فلسفة التاريخ، وليس جواب الإخباري". متسائلا "كيف يمكن، كما تفضلت في مقالك، أن يخلق القصر أداة حزبية لمواجهة الأداة التي عمل على خلقها لما يقارب من نصف قرن؟ وكيف للقصر أن يخلق أداة ك"البام" لمحاربة الذين ولدوا في القصر ورضعوا من حليب القصر، وعلى رأسهم المرحوم عبد الكريم الخطيب وأتباعه، وأتباع التابعين؟". وهذا رابط مقال إلياس العماري كاملا: رسالة إلى عزيزي "المؤرخ"