هجمات الخلية الإرهابية الدموية ليوم الخميس 17 غشت الماضي، ستكون حاضرة اليوم السبت بقوة من خلال المظاهرة الكبيرة التي دعت إلى تنظيمها كل من سلطات الحكومة المحلية والبلدية في برشلونة تحت شعار "لست خائفا"وهي المسيرة التي سيشارك فيها العاهل الإسباني فيليبي السادس دون أن يكون بمقدوره ترؤسها. ومنذ أمس الجمعة والاستعدادات جارية على قدم وساق لكي تنجح السلطات في إشراك مختلف مكونات المجتمع السياسية والثقافية والاقتصادية، فيما وضع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، طائرة خاصة رهن إشارة كل الوزراء والبرلمانيين ومختلف رؤساء الأحزاب والبلديات لكي يسافروا إلى برشلونة لتأدية واجب التضامن مع ضحايا الهجمات الإرهابية من خلال مشاركتهم المكثفة في المظاهرة التي ستكون، في نظر المراقبين أكبر مظاهرة في التاريخ الإسباني. وفي الوقت الذي تأكد فيه حضور الملك فيليبي السادس في مظاهرة اليوم، تتحدث الصحافة الاسبانية عن القرار المفاجئ لزوجته "ليتيسيا" بعدم الحضور ربما بسبب التوترات الحادة والنزاعات القوية بين حكومة كطلونيا وحكومة "راخوي" المركزية بعد التسييس الملحوظ للنظام الأمني المحلي بعد الهجمات الإرهابية. المظاهرة، وعلى عكس ما كانت تريد لها الحكومة المركزية، لن يترأسها الملك فيليبي ورئيس الحكومة ماريانو راخوي وباقي أعضاء الحكومة الإسبانية، وإنما يستقدمها رجال الشرطة الكطلانية والتجار المحليين تماما كما سبق أن طالبت بذلك برلمانية الحزب الشعبي الكطلاني اليساري خلال انتقادها اللاذع للعائلة الملكية ولتصرفاتها سواء أثناء تنظيم دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الهجمات الإرهابية بساحة كطلونيا أو عند زيارة الملك فيليبي وزوجته للأطفال للجرحى بالمستشفيات، إذ عمدا إلى نشر صورهما في موقعهما بالإنترنيت مما أثار استياء الرأي العام الكطلاني وسلطات الحكومة الكطلانية التي وجهت رسالة إلى شخص الملك تطالبه فيه بسحب كل الصور من موقعه حفاظا على حقوق هؤلاء الأطفال في الخصوصية والحميمية. سلطات الحكومة الكطلانية التي لامست بقوة نوايا رئيس الحكومة المركزية "راخوي"، شن عليه رئيسها "بويغدمونت" يوما قبل المظاهرة، في استجواب أجرته معه صحيفة "فينانشييل تايمز" الأمريكية، هجوما لاذعا متهما فيه "راخوي" ممارسة اللعب في أمن الشعب الكطلاني، و ذلك بقطع الإعتمادات المالية المخصصة للشرطة المحلية. راخوي الذي عجز عن الرد عليه ربما سعيا منه لتفعيل نواياه بإظهار مظاهرة اليوم بنوع من الوحدة والانسجام طمعا في تفادي إجراء الاستفتاء حول الانفصال المقرر من قبل الحكومة المحلية يوم فاتح أكتوبر المقبل، فاجأه رئيس كاطلونيا، في ذات الاستجواب، بأن الاستفتاء سيتم إجراؤه في وقته المحدد وأن ثمة 6000 صندوق للاقتراع جاهزة لكي يحدد الشعب الكطلاني مصيره السياسي، مشيرا إلى أن معارضة الاستفتاء من قبل الحكومة المركزية حملها على قطع توقيف التعاقد مع ضباط أمن جدد في الشرطة المحلية والتماطل في تسليم المعلومات إلى القوات الأمنية الكطلانية، مستطردا أن الحكومة الإسبانية كانت لديها أولويات أخرى.