تداعيات كثيرة وتوترات سياسية حادة خلفتها العملية الإرهابية التي نفذها شباب من أصول مغاربة يوم الخميس الماضي بساحة "لاس رامبلاس" الشهيرة بالعاصمة الكطلانية والتي تسببت في مقتل 15 وجرح أزيد من مائة شخص ينتمون لمختلف الجنسيات. وعلى الرغم من المهنية العالية التي واجهت بها القوات الأمنية الكطلانية الخلية الإرهابية، ما سمح بتفكيكها وتصفية ثمانية من عناصرها واعتقال أربعة الآخرين، فتح التحقيق معهم، فضلا عن ضبط إمام مسجد النور بمدينة "ريبوي" باعتباره القائد الفعلي للخلية، فإن تداعيات كثيرة انعكست بقوة في الساحة السياسة في ظرفية حساسة مع اقتراب يوم الاستفتاء على انفصال كطلونيا حيث أن أنصار الانفصال وخصوصا اليسار الراديكالي والمجموعة المناهضة للرأسمالية لم ينظروا بعين الرضي لحضور العائلة الملكية (الملك فيليبي السادس وزوجته ليتسيا..) ورئيس الحكومة المركزية "ماريانو راخوي" إلى بارشلونة بغاية التضامن مع ضحايا الإرهاب. النائبة البرلمانية، ميريا بويا، ممثلة حزب الوحدة الشعبية اليساري الراديكالي، صرحت لإذاعة كطلونيا أن حزبها وكل التشكيلة المناهضة للرأسمالية لن تشارك في المظاهرة الكبيرة السبت المقبل في حال حضرها الملك فيليبي ورئيس الحكومة راخوي. المظاهرة الكبيرة دعت إلى تنظيمها بلدية بارشلونة والسلطات المحلية تحت شعار"أنا لا أخاف" بغاية التضامن مع ضحايا الإرهاب والتنديد بمنفذيه، حيث تتوخي إشراك كافة المكونات الحزبية بمختلف مشاربها الإيديولوجية والمكونات الاجتماعية والثقافية والفعاليات الفنية ومنظمات المجتمع المدني لكي تكون في مستوى الحدث الدموي الأليم. وأكدت البرلمانية اليسارية، ميريا بويا، أنهم يخططون لعدم المشاركة إذا تبين لهم أن العائلة الملكية ورئيس الحكومة المركزية سيحضرون، وحاليا ينتظرون السلطات المحلية أن تزودهم بالتفاصيل الخاصة بالشخصيات التي ستحضر وبالكيفية التي ستنظم بها المظاهرة الكبرى قبل أن يعلنوا موقفهم النهائي. وشددت ميريا بويا في تصريحها لإذاعة كطلونيا بأن المظاهرة الكبيرة يجب أن تكون منظمة من قبل المجتمع المدني وكافة المواطنين، معبرة عن عدم رغبتها في رؤية تكرار نفس الصورة ليوم 18 غشت الماضي عندما ترأس الملك فيليبي وزوجته وماريانو راخوي وباقي ممثلي السلطة دقيقة صمت بساحة كطلونيا ترحما على ضحايا الإرهاب، منتقدة بشكل خاص الملك فيليبي قائلة: "إنه غير مرحب به وسطنا" منتقدة إياه على علاقات الصداقة والاقتصاد التي تربطه بالعائلات الملكية الحاكمة في الخليج مثل قطر والإمارات والتي، في نظرها، هي التي تمول تنظيم "داعش" المسؤول عن العملية الإرهابية. وأضافت ميريا بويا أن سيكون نفاقا كبيرا أن يأتي الملك فيليبي إلى بارشلونة للتجول والتضامن مع ضحايا الإرهاب في الوقت الذي "يساهم في الإرهاب" مشددة على أن هؤلاء لا يجب أن يترأسوا المظاهرة الضخمة وأنه وحدهم سواق التاكسي والفعاليات المدنية وعناصر الشرطة المحلية والأطر العاملة في قطاع الصحة هم من يجب أن يترأسوها.