عن عمر 83 سنة، توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت بمدينة طنجة، قيدوم الصحافيين المغاربة، خالد مشبال. يعتبر الراحل مشبال من التجارب الإعلامية النادرة في الوطن العربي، حيث بدأ مساره المهني في القاهرة التي قصدها رفقة صديق له سنة 1952 وهو لا يكاد يتجاوز 15 سنة من عمره، مشيا على الأقدام. في القاهرة اقترب مشبال من الأمير محمد بنعبد الكريم الخطابي، وهناك اشتغل في عدد من الجرائد المصرية، قبل أن يعود إلى المغرب في 1958، ليخوض تجربة الصحافة المكتوبة رفقة الشيخ المكي الناصري في طنجة، قبل أن يشق مساره كصوت إذاعي لا تخطئه الأذن. في إذاعة طنجة، التي تحمل مشبال مسؤولية إدارتها من 1984 إلى 1995، سوف يرسم صوتا وخطا تحريريا بعيدا عن البروباغاندا التي كانت المهيمنة على كل وسائل الإعلام العمومية حينها، ففتح ميكرفون الإذاعة لمثقفين حداثيين، كمنتجين للبرامج، من أمثال محمد شكري، محمد تميد، محمد الرايسي، عبد اللطيف بنيحي، عبد اللطيف الفؤادي، خليل الدامون. كما كان لبرامج زوجته الإذاعية الكبيرة أمينة السوسي أثر إنساني اجتماعي كبير، يضاهي أثرها وتميزها المهني.