هذا السؤال يجيب عنه الكاتب والقيادي في حزب العدالة والتنمية، بلال التليدي، في هذا المقال السريع، بقوله: "ما من شك أن مبادرة الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء لفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وترتيب المتعين هي قرار حكيم يتوقع أن يكون مصدره هو ملك البلاد، وهو عين الصواب لطمأنة الجميع وتصحيح الاختلالات التي تشوه صورة المغرب واختياره الديمقراطي والحقوقي". بلال التليدي كان لي تحليل تقاسمته مع بعض الإخوةالمثقفين، ولم يتيسر لي جمع مؤشراته لتثيبت نتائجه. اليوم المؤشرات صارت ربما كافية لإثبات أنما يجري من تطورات متسارعة يؤشر على وجود خلاف عال لا علاقة له بالنخب ولا بالتشكيلات التي تتبوأ مواقع في الحكومة، وأن هناك تصفية حسابات كبيرة لا ندري هل القصد منها حرق رموز ووجوه لاستباق هيمنة على مجلس ما ينتظر تعيينه طبقا لمقتضيات الدستور؟ أم أن الأمر هو تعبير عن خلاف حول الزمن المتبقي لحكومة سعد الدين العثماني وأن جهة ما تدفع بقوة وعجلة نحو حرق رموزه وقياداته؟ تعنيف مسيرة عيد الفطر في الحسيمة… تعنيف المتظاهرين في أكثر من مكان، تعنيف الصحفيين والنساء، إقحام الأمن في مناكفات حزبية أونقابية….. علامات تقوي هذه القراءة. تسريب فيديوالزفزافي عاريا لا يمكن أن يصدق أحد أنه تعبير عن شطارة إعلامية أو رغبة جهة ما لنفي مزاعم تعذيبه… سيكون من الحمق والسفه أن تبادر جهة ما ربما معنية بالجواب عن سؤال التعذيب أن تنتج هذا "الإبداع" الغبي لتثبت براءتها. . الأقرب إلى التصديق أن مسربي الفيديو لهم وضع واصل، يريدون به ومن خلاله تصفية حسابات كبيرة مع من يريدون إزاحتهم من الصورة والمشهد لاكتمال عملية الهيمنة المطلقة…… قريبا ستصدر بلاغات عدد من الجهات تنفي تسريب الفيديو….. لكن وحده التحقيق من سيحدد المسؤولية. إنها علامات جد مقلقة… قلوبنا على هذا الوطن….. وأملنا في ملك عاقل ناضج وحكيم لرد الأمور إلى نصابها واسترجاع صورة المغرب وتصحيح اختلال ما بعد 7 أكتوبر. ما من شك أن مبادرة الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء لفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وترتيب المتعين هي قرار حكيم يتوقع أن يكون مصدره هو ملك البلاد، وهو عين الصواب لطمأنة الجميع وتصحيح الاختلالات التي تشوه صورة المغرب واختياره الديمقراطي والحقوقي.