توفي اليوم الثلاثاء البشير بن التهامي لحمر أحد كوادر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقاً وأحد مؤسسي حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، الذي خرج من رحم الاتحاد الاشتراكي، والذي كان عضوا مكتبه السياسي. وعرف البشير لحمر كقائد الانتفاضة الشهيرة ببني ملال سنة 1960، إلى جانب كل من محمد بوكرين، وحاكم السداد محمد المذكوري، والتاجرين حسن العريبي وحماد أوبوجو، وحدو امحى نايت التوس أوداد شيخ زاوية أحنصال، وسيدي موح أحنصال من تاكلفت. وجاء في مقتطف من أحد الحوارات الصحفية مع الراحل محمد بوكرين أحد قيادات الاتحاد الاشتراكي وبعده حزب الطليعة في بني ملال، ورفيق درب البشير بن التهامي، يصف فيه الدور الذي قام به في انتفاضة 1960: "كنا سنعتقل في كل الأحوال، لذلك عملنا على التخطيط للثورة الشاملة في كل مدن المغرب، كنا بمنطقة الأطلس نوزع الأدوار بيننا، فكنت أنا والذهبي اللاص نلقي محاضرات بالجبال قصد تهيئ الناس للانتفاضة، وكان الآخرون يقومون بالمهمات الموكولة لهم أحسن قيام رغم علمهم بمخطط الاعتقال وباللائحة المعدة لذلك سلفا ،على المستوى المحلي قسمنا قواتنا على أربع قيادات هي أنركي وتاكلفت وآيت عبدي وتيلوكيت، ثم بعد ذلك إلى قيادتين الأولى بقيادة القائد البشير بن التهامي والثانية بقيادة القائد بن حمو، كنا مكلفين بإنجاح ثورة الأطلس فيما كان آخرون مكلفون بالثورة في مناطق أخرى، وللأسف أن منطقة بني ملالوأزيلال ومنطقة مراكش فقط من نفذتا الثورة، فيما اتصل حسن الأعرج المعروف بصفي الدين بالمنتفضين في المناطق الأخرى من المغرب وأعلمهم بإلغاء ذلك في آخر لحظة، ورغم كل الظروف والإمكانيات الضئيلة التي كان المنتفضون يتوفرون عليها في مواجهة جيش نظامي مدجج بجميع الأسلحة، إلا أن ذلك لم يمنع من نجاح الثورة في بدايتها، بل أقام المنتفضون جمهورية عابرة لأربعة أيام بأنركي بإقليم أزيلال تحت قيادة موحى أوحسين، في الوقت الذي كان يقود فيه الجيش الملكي الكولونيل شنا صهر أوفقير ومولاي حفيظ العلوي".