وأخيرا، وبعد أن شن حملته الواسعة في العالم، والتي شملت 74 دولة عطل فيها كما هائلا من حواسب المؤسسات والهيئات وأخد منها "الفدية"، وذلك بإرسال ملفات إلى الحواسيب لتقوم بتشفير بياناتها تلقائيا ثم عرض مذكرة بطلب فدية على ملف نصي، الأمر الذي يعطل الحاسوب تماما ولا يعود لسابق عهده إلا بعد دفع فدية، تم توقيف فيروس "رانسوموير". وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الفوضى الإلكترونية ضربت عشرات الآلاف من الحواسيب بالعالم وعطلت أنشطة وزارة الداخلية الروسية، والاتصالات الإسبانية والخدمات الصحية البريطانية التي عاد العاملون فيها إلى استخدام القلم والورق. بعد كل هذه الأضرار والخسائر تمكن الباحث البريطاني المعروف بالاسم المستعار مالويرتك، من إيقاف زحف انتشار الفيروس الخبيث الذي ضرب مئات المنظمات، بما في ذلك خدمة هيئة الرعاية الصحية البريطانية. وقال مالويرتك البالغ من العمر 22 عاما والباحث في أمن الإنترنت ل "بى بى سى" كيف أن إيقاف زحف هذا الفيروس "في الواقع تم الأمر جزئيا عن طريق الصدفة"، بعد قضاء الليلة في التحقيق، "فأنا لم يغمض لي جفن" مضيفا في ذات التصريح بأنه رغم اكتشافه لهذا الفيروس إلا أنه لم يقدر على اصلاح الأضرار التي سببها، فإنه منعها من الانتشار إلى أجهزة كمبيوتر جديدة، وتمت الإشادة به باعتباره "بطل الصدفة." وتابع الباحث البريطاني مجيبا عن سؤال ما الذي اكتشفته بالضبط؟ "في البداية لاحظت أن البرامج الضارة تحاول الاتصال بعنوان ويب معين في كل مرة تصيب جهاز كمبيوتر جديد. ولكن عنوان الويب الذي كان يحاول الاتصال به خليط طويل من الحروف ولم يتم تسجيله. فقررت تسجيله وقمت بشرائه بمبلغ 10.69 دولار (8 جنيهات إسترلينية). فسمح لي امتلاكه لعنوان الويب أن أحدد أجهزة الكمبيوتر التي تتصل به، مما أعطاني فكرة عن مدى انتشار رانسوموير وكشف جزء من تعليمات البرمجة الخاصة برانسوموير، مما مكنني من وقف انتشاره. هل ذلك يعني ذلك هزيمة رانسوموير؟ وأضاف مالويرتك: "لقد أوقفنا هذا الفيروس، ولكن سيأتي آخر لن يمكننا إيقافه، فهناك الكثير من المال في هذا الأمر، وليس لديهم سبب للتوقف، ولن يبذلوا الكثير من الجهد لتغيير تعليمات البرمجة والبدء من جديد".