بغض النظر عن العلاقة المتوترة التي كانت دائما بين إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس الفريق السابق بمجلس النواب عبد اللطيف وهبي بسبب مواقف الأخير من عدد من القضايا السياسية التي كانت لا تكون موضوع اتفاق او مناقشة داخل الحزب فإن هناك معطيات دقيقة تفيد بأن تأليف كتاب "الفصل 47″ بشكل مشترك بين حسن طارق الذي تصفه أطراف في "البام" بالداعم لحزب العدالة والتنمية وحكومة بنكيران المعارض الشرس لمشروع الإصالة والمعاصرة، كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس وعجلت باستقالة وهبي عن رئاسة الفريق، والتي تلقفها إلياس العماري كهدية من السماء، حتى أنه لم يدرجها كنقطة في جدول أعمال اجتماع المكتب السياسي الموالي للاستقالة. وإمعانا منه في إغاضة أمينه العام، قام عبد اللطيف وهبي بالتوجه إلى بيت عبد الإله بنكيران وإهدائه كتاب "الفصل 47″ بعد إزاحته من رئاسة الحكومة، فتأليف كتاب عن "الفصل 47″ ونشره في عز الجدل السياسي حول بلوكاج تشكيل الحكومة اعتبره البعض داخل "البام" سلوكا غير محسوب سياسيا من طرف وهبي الذي كان يتحمل مسؤولية رئاسة الفريق. كما أنه سبب إحراجا كبيرا للأمين العام للحزب الياس العماري الذي قال مرارا إن حزب العدالة والتنمية ضغط على لجنة تعديل الدستور لإخراج الفصل 47 على الشكل الذي هو عليه، حيث أجابه وهبي قائلا إن الفصل 47 لم تكتبه لا العدالة والتنمية ولا هم يحزنون، بل جاء به خطاب 9 مارس، وهذه حقيقة تاريخية".