رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني: أخفُّ نظرائه وزنا وجسما، وأثقلهم علما وفكرا أحمد الريسوني بقصد أو بدون قصد، لأول مرة في تاريخ المغرب، يكلف برئاسة الحكومة شخص عالم ومفكر وباحث. حاصل على دكتوراه من كلية الطب، وعلى ماجستير من دار الحديث الحسنية، وعلى دكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية. لأول مرة في تاريخ منصب الوزير الأول ورئيس الحكومة بالمغرب، يتولى هذا المنصبَ شخص له مؤلفات كثيرة وشهيرة، وله مشاريع علمية بحثية حقيقية. وهذا تكريم رمزي، ولو لم يكن مقصودا، للعلم والعلماء وللفكر والمفكرين. الآن لو ألقينا نظرة على مكتب سعد الدين العثماني، ولو فتحنا حاسوبه اليدوي، لوجدنا العمل جاريا على قدم وساق: في تحرير بحث أو تنقيحه، أو تأليف كتاب جديد، أو مراجعة كتاب سابق، أو الإعداد للمشاركة في ندوة علمية، أو التخطيط والتحضير لمشروع علمي جديد. فهنيئا للسياسة والحكومة بهذا النوع الجديد من الشخصيات، وصبرا ومواساةً للعلم والبحث.