نشرت وسائل إعلامية تركية، أمس الأربعاء، الاعترافات الأولية التي أدلى بها، عبد القادر ماشاريبوف، منفذ الهجوم على الملهى الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية، والذي أسفر عن مقتل 39 شخصاً. وقالت صحيفة "حرييت" التركية في تقرير لها، إن ماشاريبوف تلقى تدريبات عسكرية في معسكرات القاعدة في أفغانستان، قبل انتسابه لتنظيم الدولة الإسلامية ومشاركته في الحرب السورية، واعترف منفذ الهجوم أنه تلقى تعليمات بالتوجه إلى تركيا، مطلع عام 2016 وبناء على ذلك دخل تركيا عبر الأراضي الإيرانية. أكد منفذ الهجوم أن قرار استهداف النادي الليلي، جاء بعد التشاور مع أحد أمراء التنظيم الموجود في الرقة، وذلك بعد أن تم إلغاء العملية المقررة في ساحة تقسيم في وسط مدينة إسطنبول، بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة، التي كانت السلطات التركية قد اتخذتها. ونقلت الصحيفة، اعترافات ماشاريبوف، الذي أورد تفاصيل العملية في تلك الليلة، حيث انطلق في رحلة لاستكشاف موقع مناسب لتنفيذ عمليته. وأفاد أنه استقل سيارة أجرة وتوجه إلى طريق الساحل. وفي الأثناء، لفت انتباهه أنّ الإجراءات الأمنية في محيط ملهى "رينا" الليلي عادية ويُمكن تجاوزها. أضاف ماشاريبوف، بحسب الصحيفة «قمت بإيصال هذه المعلومات إلى التنظيم حيث تلقيت أمراً بتنفيذ الهجوم، ومن ثم توجهت إلى مكان إقامتي في منطقة زيتون بورنو، وأخذت سلاحي، وتوجهت لنادي راينا لتنفيذ الهجوم». وبحسب اعترافات ماشاريبوف، تمت الموافقة على تنفيذ الهجوم في الملهى الليلي في تمام الساعة العاشرة مساءً، وإثر ذلك، توجه إلى بيته في منطقة "زيتون بورنو"، وأخذ سلاحه وعدداً من القنابل، واستقل سيارة أجرة وتوجه إلى ملهى "رينا" ونفذ الهجوم. وأثناء الهجوم، أصيب بجروح نتيجة انفجار إحدى قنابل "فلاش بانغ" في يده،، وهو ما سهّل عملية فراره مع المصابين الذين تدافعوا هرباً من الملهى. وبعد تنفيذ الاعتداء المسلح، توجه ماشاريبوف إلى أحد المطاعم الأويغورية (صينيون أتراك)، في منطقة "زيتون بورنو"، حيث قضى ليلته هناك، وبعدها غادر المكان إلى أحد المنازل التابعة للتنظيم في منطقة باشاك شهير، ومن هناك قاده شخصان، أحدهما عراقي، إلى منزل في منطقة "اسان يورت"، حيث توارى عن الأنظار إلى أن اعتقلته الشرطة التركية هناك يوم الاثنين. وكانت السلطات الأمنية التركية قد شنت حملة أمنية واسعة بعد ورود معلومات عن منفذ الهجوم حيث قامت باستهداف خمسة عناوين متزامنة في منطقة "اسان يورت" باسطنبول، تمكنت على إثرها من إلقاء القبض على ماشاريبوف برفقة العراقي علي جيل وثلاث نساء سنغالية وصومالية ومصرية، وبحسب المصادر الأمنية فقد كان يتم استخدام هؤلاء النساء للتمويه ولتأمين احتياجات المنزل والتنقل في المدينة. ووفق مصادر أمنية، فإن منفذ الاعتداء لم يبد مقاومة أثناء المداهمة، بل اكتفى بتكرار «لا تقتلوني» بعد أن حاول الاختباء خلف أحد الأسرّة في المنزل، ولم يكن ابنه البالغ من العمر 4 سنوات برفقته لحظة تنفيذ العملية، بل كان قد تم نقله إلى أحد المنازل التابعة لخلية أخرى من خلايا "داعش" في المدينة. أسفر الهجوم المسلح على الملهى الليلي عشية رأس السنة الجديد عن مقتل 39 شخصاً، بينهم 16 من جنسيات مختلفة، وإصابة 65 أخرين، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم.