تدخل موريتانيا، اليوم الجمعة، مرحلة الصمت الانتخابي، في انتظار يوم الاقتراع غدا السبت حيث سيختار الناخبون من بين المرشحين السبعة من سيتولى منصب رئيس الجمهورية. ويتوجه أكثر من 1.9 مليون ناخب موريتاني يوم غد إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد، يتوزعون على مختلف ولايات موريتانيا، هذا بالإضافة الى الموريتانيين ببعض البلدان التي تم ، لأول مرة، السماح لهم بها بالتصويت، وفقا لآخر التعديلات على قانون الانتخابات التي أجريت العام الماضي. ويخوض السباق نحو كرسي الرئاسة في هذه الانتخابات سبعة مرشحين وهم على التوالي (حسب ترتيب المجلس الدستوري)، بالإضافة الى الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي ترشح لولاية ثانية، كل من المرشح المستقل، محمد الأمين المرتجى الوافي، ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، حمادي ولد سيدي المختار، والمرشح المستقل (طبيب وأستاذ جامعي)، أوتاما سومارى، ورئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية، بامامادو بوكاري، و النائب العيد ولد محمدن ولد امبارك، إلى جانب الفاعل في مجال حقوق الإنسان (رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية)، بيرام الداه اعبيدي. وكانت الحملة الدعائية للمرشحين السبعة للرئاسيات قد انطلقت يوم 14 يونيو واستمرت على مدى أسبوعين، جاب خلالها المرشحون أرجاء الولايات الموريتانية ، حيث عقدوا سلسلة من المهرجانات الخطابية واللقاءات الجماهيرية، للتعريف ببرامجهم وما تتضمنه من وعود وتعهدات، على أمل استمالة وإقناع أكبر عدد من الناخبين بها للظفر بأصواتهم يوم الاقتراع. وفي هذا الساق أكدت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات جاهزيتها على عموم التراب الموريتاني ليوم الاقتراع، وعلى مستوى مكاتب الخارج التي تتوزع على ثمان دول من العالم، وكذا اتخاذها الإجراءات اللازمة لهذا اليوم . وأبرزت أن مرحلة المسار الانتخابي ستتوج ب"اقتراع شفاف حر ونزيه يتمكن من خلاله الشعب الموريتاني من اختيار من يراه مناسبا للمنصب". ودعت اللجنة جميع وسائل الإعلام إلى التوقف عن نشر أي شكل من أشكال الدعاية الانتخابية خلال يوم الصمت الانتخابي، حاثة جميع المسجلين على اللائحة الانتخابية إلى سحب بطاقات الناخب، الأمر الذي يساهم في تسريع عملية الاقتراع وتسريع حركتها. وتنافس المرشحون على الفوز في الاستحقاقات الرئاسية حيث تقدموا برامج انتخابية متنوعة ، تلتقي عند نقاط عدة منها تعزيز اللحمة الوطنية والاستقرار والاستثمارات والاقتصاد، ومحاربة البطالة وإيجاد مناصب شغل وتعزيز الخدمات، كما أولت في قسط كبير منها اهتماما كبيرا للنساء والشباب، وقضايا أخرى منها العدالة الاجتماعية والتعليم. وتختلف أولويات هذه البرامج الانتخابية، باختلاف المرشحين وتنوع منطلقات وأدوات ومرجعيات كل مرشح. وتميزت الحملة الانتخابية في موريتانيا، الذي اختار معظم المرشحين فيها تقديم برامجهم بولايات الداخل، باللجوء إلى الوسائل غير التقليدية المعروفة، واعتمادهم على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين. بالعاصمة ، تميزت الحملة بالتركيز، بالخصوص، على عرض البرامج الانتخابية بمهرجانات خطابية بالخيام والمنصات الانتخابية المخصصة لهذا الغرض، و بالتواصل المباشر للمرشحين مع الناخبين. وإعلاميا، استحوذت البرامج الانتخابية على حيز كبير من اهتمام الصحف والمواقع والمنصات الالكترونية الرسمية والخاصة مع مراقبة صارمة من السلطة العليا الصحافة والسمعيات البصرية (الهابا). وقد حرصت (الهابا) على أن تكون التغطية الإعلامية للانتخابات متوازنة ومهنية، حيث أشرفت على دورات تكوينية للصحفيين والإعلاميين في هذا المجال توجت بتوقيع الصحفيين على ميثاق أخلاقي لتغطية عملية الانتخابات. وسبق لهذه الهيئة أن أصدرت تقريرا حول الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية كشفت فيه عن "اهتمام مقدر لوسائل الإعلام بمواكبة الاستحقاق الرئاسي"، وكذا عن " عن المساواة في ولوج المرشحين لوسائل الإعلام العمومية، وعلى المستويات الثلاث الإخبارية والبرامجية والإعلانات المجانية". يشار إلى أنه في حال لم يحصل أي مرشح في الجولة الأولى من الاقتراع على الأغلبية المطلوبة يوم غد سيتم اللجوء إلى جولة ثانية يوم 13 يوليوز المقبل. كما يشار أن آخر الانتخابات الرئاسية بموريتانيا كانت قد أجريت عام 2019 وفاز فيها الرئيس الحالي، محمد ولد الغزواني، بعد حصوله على نسبة 52 في المائة من أصوات الناخبين.