انطلقت اليوم الأربعاء بنواكشوط أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي المغربي الموريتاني، بمشاركة عدد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والموريتانيين من مختلف المجالات. ويروم هذا المنتدى، المنظم من قبل الاتحاد العام لمقاولات المغرب بشراكة مع الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وموريتانيا في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، منها الفلاحة والصناعات الغذائية والصيد البحري والصناعة والطاقات المتجددة والتجارة والسياحة. وتسعى هذه الدورة الثالثة، المنظمة تحت شعار "نحو شراكة اقتصادية وتجارية مبتكرة ومستدامة ذات أثر قوي على القارة الإفريقية" والتي تأتي بعد تلك التي نظمت بنواكشوط عام 2018 والدار البيضاء عام 2022، إلى إعطاء دفعة جديدة لدينامية التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال تحقيق المشاريع الاستراتيجية والفرص المشتركة التي تم تحديدها خلال المنتديات السابقة. وفي هذا السياق اعتبر رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، في كلمة بالمناسبة، أن المنتدى يعد فرصة سانحة للفاعلين لاغتنام الفرص والعمل على تعزيز الشراكات والدفع بالاستثمارات سعيا إلى إقامة قطب رئيسي وفاعل في المنطقة، التي اعتبرها إستراتيجية ومفتوحة على أسواق بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وعلى أسواق أوروبا والأمريكيتين . كما حث على رفع التحدي وضخ الدينامية المطلوبة في القطاعات الحيوية بالبلدين ، مبرزا أن خارطة الطريق باتت، الآن، واضحة المعالم، وأضحت الأبواب مشرعة أمام الفاعلين في البلدين للعمل على مزيد من الشراكات والمبادلات . وعبر عن أمله أن يتوج المنتدى بنتائج إيجابية تعزز الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين وتسمو بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى طموحات قائدي البلدين الملك محمد السادس والرئيس محمد الشيخ ولد الغزواني. من جهته شدد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب العلج، على أهمية الشراكة الاقتصادية بين المغرب وموريتانيا، مبرزا قوة هذه الشراكة والرغبة الأكيدة لدى البلدين في جعل هذه العلاقات نموذجا لشراكة مغاربية إقليمية وإفريقية، مستدامة، مبتكرة وخالقة لفرص الشغل. وقال "إن تاريخنا المشترك وروابطنا الوثيقة المبنية على الأخوة والقرب والاحترام والثقة والتكامل الاقتصادي، هي عوامل تفتح المجال لفرص استثمارية كثيرة ومتنوعة". وذكر بأن المغرب يعتبر المستثمر الأول في موريتانيا على المستوى الافريقي، وهو حاضر عبر قطاعات مهمة مثل الاتصالات والأبناك وتحويل وتثمين منتجات الصيد البحري وقطاع الزراعة وقطاع إنتاج الإسمنت ومواد البناء وتوزيع الغاز المنزلي، بالإضافة إلى توزيع المواد البترولية. وقال إن إن هذه الإنجازات "جد إيجابية لكن يمكننا أن نذهب بشراكتنا إلى مدى أبعد "، داعيا إلى تعزيز الشراكة في القطاعات ذات الأولوية مثل الزراعة والصناعات الغذائية وتحويل الأسماك والطاقة والصحة والبنية التحتية اللوجستية. وفي هذا الإطار أعرب السيد العلج عن رغبة رجال الأعمال المغاربة في استكشاف فرص الاستثمار في موريتانيا. ودعا العلج المقاولين الموريتانيين إلى الاستثمار بالمغرب والاستفادة من الدينامية الحالية التي تعرفها المملكة من أجل ولوج أسواق جديدة، خصوصا مع التفعيل الجاري للميثاق الجديد للاستثمار ولصندوق محمد السادس للاستثمار اللذان يواكبان ويدعمان المستثمرين المغاربة والأجانب. واختتم اليوم الأول من المنتدى، بالخصوص، بتقديم مجلس الأعمال المغربي الموريتاني وتقديم مناخي الأعمال من قبل وكالتي تعزيز الاستثمار بالبلدين. وتميز هذا المنتدى بحضور سفير المملكة بنواكشوط حميد شبار والسفير الموريتاني بالرباط أحمد ولد باهية ووزير الاقتصاد والتنمية المستدامة المورتاني، عبد السلام ولد محمد صالح وأكثر من 300 من رجال الأعمال، مغاربة وموريتانيين، الفاعلين في مختلف المجالات.