دعا المغرب، أمس الاثنين بنيروبي، إلى تبني رؤية مشتركة لمدينة الغد، وذلك في إطار عملية تنزيل الأجندة الحضرية الجديدة. وأكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، على أن "التحدي الذي نواجهه اليوم هو المساهمة في تطوير رؤية جماعية مشتركة لمدينة الغد وضمان الإدماج الاجتماعي، والنمو الاقتصادي والقدرة على الصمود والتنمية المستدامة ". وشددت الوزيرة، في كلمة تلاها نيابة عنها الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة- قطاع الإسكان وسياسة المدينة، يوسف الحسني، خلال جلسة عامة في إطار أشغال الدورة الثانية لجمعية موئل الأممالمتحدة التابعة لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (5-9 يونيو الجاري)، على ضرورة تنزيل الأجندة الحضرية الجديدة، مذكرة بأن المغرب من بين أوائل الدول التي نشرت تقريرها حول تنفيذ هذه الأجندة، وذلك منذ مارس 2022. وأشارت إلى أن المغرب انخرط في السنوات الأخيرة، في إصلاحات هيكلية لإنجاح تحوله الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وشرع في تنفيذ استراتيجيات وبرامج تنموية متكاملة، فضلا عن مشاريع بنية تحتية واسعة النطاق. وقالت المنصوري إن هذه الجهود مكنت من تسهيل الولوج إلى السكن ومكافحة جميع أشكال السكن العشوائي، مبرزة أنه من بين 85 مدينة مغربية ، تم الإعلان عن 60 مدينة خالية من دور الصفيح، بينما انخفض العجز السكني بنسبة 70 في المائة منذ سنة 2002. وأوضحت الوزيرة أنه تماشيا مع الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اعتمد المغرب النموذج التنموي الجديد، الذي يطمح إلى دفع المملكة إلى الثلث الأول من التصنيف العالمي بحلول عام 2035، مضيفة أن هذا النموذج التنموي الجديد يروم تحقيق انتقال حضري واقتصادي ناجح وتطوير مدن مرنة وشاملة، مع تثمين تراثها وهويتها. وفي السياق ذاته، أكدت المنصوري أن الحوار الوطني حول التعمير والإسكان، الذي انطلق سنة 2022 ، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، قد أتاح الشروع في هذا الانتقال نحو نموذج مبتكر لإعادة التفكير في التعمير وتنشيط السكان. وأضافت أن الدورة الثانية لهذه الجمعية تشكل منصة لتبادل الخبرات في مجال التنمية الحضرية والإسكان المستدام، وتتيح الفرصة لاتخاذ قرار بشأن آفاق المستقبل، مسجلة أن المملكة المغربية، بصفتها عضوا في المجلس التنفيذي لموئل الأممالمتحدة، تشيد بخطوة الانفتاح على جميع البلدان الأعضاء، لتقاسم خبراتها، مع استلهام تجارب البلدان الأخرى. وتميزت الجلسة العامة بإعادة انتخاب المغرب عضوا في المجلس التنفيذي لموئل الأممالمتحدة لولاية ثانية، حيث يؤكد هذا القرار الذي تم اتخاذه بالإجماع على الدور النشط والمهم الذي تضطلع به المملكة داخل هذه المنظمة. كما شهدت الدورة تقديم عدة مداخلات لوزراء وكبار المسؤولين، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمديرة التنفيذية لموئل الأممالمتحدة ميمونة بنت مُهد شريف. وتنعقد هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "مستقبل حضري مستدام بفضل تعددية مندمجة وفعالة : تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال أوقات الأزمات العالمية"، بحضور نحو 5 الاف مشارك، من بينهم أكثر من 30 وزيرا، بالإضافة إلى كبار المسؤولين وخبراء عالميين، لمناقشة السياسات الحضرية العالمية وتعزيز تعددية شاملة وتحولية. ويتضمن البرنامج، الذي يمتد على مدى خمسة أيام، حوارا رفيع المستوى لعدد من رؤساء الدول ومناقشات موضوعاتية تتمحور حول الولوج الشامل إلى سكن في المتناول، والعمل المناخي الحضري ، والتعافي من الأزمات الحضرية ، وتوطين أهداف التنمية المستدامة ، والازدهار ، والتمويل المحلي. وسيقام أكثر من 30 حدثا موازيا لتقديم مقاربات مبتكرة وإجراءات تحويلية تتعلق بمجال الإسكان، بينما سيتيح فضاء للعرض الفرصة لأكثر من 50 عارضًا لتقديم أفضل الممارسات في مجال الاسكان والاستدامة ، ومشاريع حضرية وحلول لمواجهة تحديات السكن والنقل والطاقة وتغير المناخ. ويمثل المغرب في هذا الحدث وفد هام يقوده الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة- قطاع الإسكان وسياسة المدينة، يوسف الحسني. ويتكون الوفد، بالخصوص من الكاتب العام للمجلس الوطني للإسكان، محمد هردوزة، ومديرة التخطيط الحضري بدرية بنجلون، ومديرة الإنعاش العقاري هند بنزها، ومديرة التواصل والتعاون والنظم المعلوماتية،بديعة الكروي. كما يضم الوفد المغربي، أيضا، مديرة مديرية السكنى، أمل لمسيطف، ومدير الوكالة الحضرية لأكادير أمين بلقاسمي، وكذا رئيس قسم منظومة الأممالمتحدة للتنمية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنس العلمي حمدان.