شهد فضاء "المركب الثقافي آنفا" بالدارالبيضاء، الثلاثاء الماضي، المسابقات النهائية ل "الأولمبياد الجهوي للفلسفة" برسم الموسم الدراسي 2022-2023، الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء- سطات، بشراكة مع الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، تحت شعار"من أجل مدرسة مغربية تشجع على الإبداع والتفكير النقدي". وتأتي هذه النهائيات، بعد مرور مرحلة (الإقصائيات الإقليمية) التي عرفت مشاركة كل مؤسسات المديريات الإقليمية التابعة للجهة (16 مديرية إقليمية) حيث عرفت هذه المسابقة الموجهة لتلاميذ الثانية باكالوريا، مشاركة 2260 تلميذة وتلميذ، مثلوا 235 ثانوية تأهيلية منها 43 مؤسسة خصوصية، وتوجت بوصول 16 مترشح(ة) إلى النهائيات. وعرف حفل الأولمبياد، حضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء- سطات ونخبة من الفاعلين التربويين من هيئة التدريس والتأطير التربوي والإدارة وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ… وفي كلمة مدير الأكاديمية عبد المومن طالب، أكد أن إقامة هذا "الأولمبياد" ينسجم مع برامج ومخططات الإصلاح التربوي، خصوصاً الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015/2030 والقانون الإطار 17-51 وخارطة طريق 2022_2026، والتي تضع في صلب اهتماماتها الارتقاء بأنشطة الحياة المدرسية والأنشطة الموازية، حيث كشفت مختلف التقارير والدراسات عن استفادة 25٪ فقط من المتعملين منها، والرهان هو تعميم استفادة الجميع، لما لذلك من أهمية بالغة في الارتقاء بالحس النقدي للمتعلمين وتنمية روح المواطنة وتحقيق التنمية الشاملة، التي تعد هدفا استراتيجيا للمدرسة المغربية… من جهته أكد هشام بن عمار مفتش مادة الفلسفة والمنسق الجهوي للمادة أن تنظيم "الأولمبياد الجهوي" في هذه النسخة يختلف عن التجارب السابقة من حيث الكم والكيف. وأضاف "إذ عرف هذه المرة مشاركة قياسية للتلاميذ وانخراط كل المديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية التابعة للجهة". كما أبرز أن المواضيع المقترحة زاوجت بين القضايا الفلسفية المقررة في البرنامج الدراسي (الوضع البشري، المعرفة والسياسة) وبين القضايا التي يفرضها الواقع السوسيوثقافي للمتعلمين، مثال ذلك، إدراج توصية المجلس الوطني لحقوق الإنسان ب"إلغاء عقوبة الإعدام" التي كان موضوعا للتنافس بين المتعلمين في الشق الكتابي من المسابقة، والغاية، هي إشراك التلاميذ في مثل هذه النقاشات المجتمعية من زاوية فلسفية. كما أكد كذلك، من خلال مداخلته، عن أهمية تجربة "الأولمبياد" في إشاعة التفلسف وتنمية الفكر النقدي، خصوصاً أمام التحديات التي تفرضها التغييرات الكبرى في عالمنا اليوم، مثال (الذكاء الاصطناعي) مؤكداً استمرار هذه التجربة مستقبلا، مع تطويرها شكلا ومضمونا، داعياً إلى تبنيها ومأسستها على المستوى الوطني في الأفق القريب. وهو نفس التصور الذي أكد عليه الكاتب الوطني ل "الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة " السيد عبد الكريم سفير في مداخلته، الذي أبرز انخراط الجمعية في إنجاح "الأولمبياد الجهوي" وإشارته إلى العمل التي تضطلع به الجمعية في إشعاع الفلسفة، داعيا إلى ضرورة التعجيل بتغيير المناهج الدراسية والمقررات التعليمية، والدفاع عن الوضع الاعتباري لمادة الفلسفة، لمواكبة المتغيرات العالمية والوطنية. وبالعودة إلى "نهائيات الأولمبياد الجهوي للفلسفة" فقد جرت مسابقات، عبارة عن مناظرات بين التلاميذ المترشحين (مترشح عن كل مديرية إقليمية) سيرها أساتذة المادة، موظفين قدراتهم التربوية والديداكتيكية في إعداد وضعيات إشكالية دفعت بكل تلميذ(ة) إلى تبني موقف والدفاع عنه والمحاججة عليه أمام الجمهور الحاضر، وأمام "لجنة التحكيم" التي تشكلت من مؤطري وأساتذة مادة الفلسفة، حيث أبان التلاميذ المشاركين عن مستوى رفيع يعكس عشقهم للفلسفة والتفلسف وتشبعهم بمبادئ الحوار… وهو المستوى الذي يترجم العمل الكبير لمدرسيهم في الفصول الدراسية، والمتابعة والتأطير المستمر من طرف الآباء و الأمهات وكل المتدخلين في التربية والتعليم. وتخلل هذا الحفل، فقرات غنائية وفنية أطربت الجمهور الحاضر، لتختتم فعاليات "الأولمبياد الجهوي لمادة الفلسفة"، للموسم الدراسي 20222023، بالإعلان عن النتائج التالية: تتويج التلميذة "هدى وهيب" من (ثانوية أولاد حريز بمديرية برشيد)، وفوزها كذلك بجائزة (أحسن كتابة فلسفية) المرتبة الثانية: التلميذة "مريم توبان" من (مجموعة مدارس كوص الخصوصية بمديرية مولاي رشيد) المرتبة الثالثة: التلميذة "خديجة الكمري" من( ثانوية محمد الخامس بمديرية الفداء مرس السلطان) وفي نهاية الحفل، تم تسليم الجوائز للفائزين، وهدايا لباقي المترشحين المشاركين.