في الوقت الذي تسجل فيه أسعار بعض المواد الغذائية ارتفاعا يرهق القدرة الشرائية للمواطنين ويثير غضبهم وشح التساقطات المطرية، واصلت صادرات المغرب من البصل نحو الاتحاد الأوروبي وافريقيا ارتفاعها بشكل ملحوظ، رغم وعود الحكومة المغربية بخفض هذه الصادرات بهدف مواكبة احتياجات السوق الداخلية وخفض السعر. وتظهر الأرقام، حسب بيانات موقع EastFruit المتخصص في البستنة، زيادة في حجم صادرات المغرب من البصل، خاصة خلال تسعة أشهر الأخيرة، إذ سجلت نسبة لامست 65 ألف طن من البصل. وخلال نفس الفترة في 2021، صدر المغرب 60.000 طن، يشير المصدر ذاته، مؤكدا أن صادرات البصل المغربي سجلت ارتفاعًا بمقدار ستة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية. وسجل الموقع المتخصص أن البصل يعد واحدا من أكثر فئات الخضروات الموجهة للتصدير في المغرب. ففي عام 2022، كان البصل ثالث أكثر الخضروات المصدرة من المغرب بعد الطماطم والفلفل. وصادرات البصل عادة ما تبلغ ذروتها في يوليوز وغشت وتتحول إلى الحد الأدنى بعد فبراير، مؤكدا أن جغرافية تصدير البصل المغربي خلال السنوات الماضية تغيرت. وما بن سنة 2017 و 2018، ركز المصدرون المغاربة على موريتانيا وكوت ديفوار وبعض البلدان الأفريقية الأخرى. إلى جانب ذلك ، كان حوالي ثلث حجم صادرات البصل من هولندا كنقطة وصول. وتمثل هولندا 6 ٪ فقط من إجمالي صادرات البصل من المغرب. وفي الوقت نفسه، نمت حصص السنغالوموريتانياومالي بشكل كبير لتصل إلى 16٪ و 26٪ و 28٪ على التوالي. علاوة على ذلك ، يضيف EastFruit، يعد المغرب الآن أكبر مصدر للبصل إلى مالي ويحتل المرتبة الثانية بين موردي البصل في السنغالوموريتانيا. وبالتالي، فإن صادرات البصل من المغرب تركز حاليًا على غرب إفريقيا، أو بالأحرى الجزء الغربي من الساحل الأفريقي. وذكر EastFruit سابقًا، أن بلدان الساحل مجبرة على زيادة واردات العديد من السلع الزراعية للمناطق الذكورة، التي تتسبب الرياح الموسمية فيها في حدوث فيضانات وتتداخل مع فترات الجفاف.