بعد أن تلقى دونالد ترامب انتقادات قاسية بسبب هجماته على والدي بطل حرب من أصل باكستاني قتل في العراق، اتهم الجمعة 5 غشت 2016 مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض بأنه عميل روسي "من دون أن يدري". وكتب المدير السابق ل"سي آي أيه" بالوكالة مايكل جي. موريل مقالة في صحيفة نيويورك تايمز الجمعة، هاجم فيها ترامب بشدة معلناً عزمه على التصويت للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، ليخرج بذلك عن تحفظه المعهود كرجل استخبارات سابق. وكتب موريل "السيدة كلينتون مؤهلة تماماً لتصبح القائدة العامة" في حين اعتبر أن ترامب "هو ليس غير مؤهل فحسب لهذا المنصب، بل إنه يمكن أن يشكل خطراً على أمننا القومي". يعشق تمجيد نفسه ووصف موريل ترامب بأنه يعشق تمجيد نفسه ويتميز بحساسية مفرطة ويزدري دولة القانون. وذكر رجل الاستخبارات الأميركي السابق أن ترامب سبق أن أبدى إعجابه بصفات "الزعامة" لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف موريل الذي عمل 33 سنة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وكان مساعد مديرها قبل أن يصبح مديرها بالوكالة "في عالم الاستخبارات نستطيع أن نقول إن (فلاديمير) بوتين (الرئيس الروسي) قد جند ترامب كعميل لروسيا الاتحادية من دون أن يدري الأخير". وذكر موريل أن بوتين كان عميلاً سابقاً للاستخبارات الروسية وهو متخصص في كشف الثغرات لدى خصومه واستخدام أفضل الوسائل للاستفادة منها. وأضاف موريل في مقالته أن بوتين خلال الانتخابات التمهيدية "استغل نقاط ضعف ترامب عبر مدحه. وكان رد فعل ترامب كما توقعه بوتين". وينضم موريل بذلك إلى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين في مجال الأمن القومي الذين نددوا بمواقف ترامب، وذهب بعضهم إلى حد الدعوة إلى انتخاب كلينتون وبينهم من عمل سابقاً في إدارتي جورج دبليو بوش ورونالد ريغان. ومع أن تأثير مواقف هؤلاء المسؤولين السابقين على الناخبين يبقى غير واضح وخصوصاً أن القسم الأكبر منهم غير معروف لدى الجمهور العريض، فإن هذا الأمر يؤكد تنامي قلق قسم من الطبقة الحاكمة إزاء شخصية ترامب ومدى توازن مواقفه بعيداً من الخلافات السياسية بين جمهوريين وديمقراطيين. ورداً على تصريح موريل قال المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس عبر شبكة "إن بي سي" التلفزيونية "أعتقد أنها نفس السي آي أيه التي قالت للرئيس إن تنظيم الدولة الإسلامية هو مجموعة من الهواة". تراجع كبير في الشعبية وندد الرئيس الأميركي باراك أوباما أكثر من مرة بمواقف دونالد ترامب. وقال الثلاثاء "لم أكن متفقاً مع بعض الرؤساء الجمهوريين، لكنني لم أشكك أبداً في كفاءاتهم لتسلم سلطات الرئاسة". ورداً على سؤال الخميس خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض حض أوباما الأميركيين على الاستماع إلى "ما يقوله ترامب والحكم بأنفسهم ما إذا كانوا يثقون بقدراته على إدارة أمور الحكم مثل ثلاثيتنا النووية". والثلاثية النووية هي نظام الردع النووي المؤلف من ثلاثة أقسام تضم الطائرات القاذفة وصواريخ أرض أرض والغواصات. وإشارة أوباما إلى الثلاثية النووية ليست صدفة، فقد تبين أن ترامب لم يكن يعرف معنى الثلاثية النووية خلال مناظرة له على شبكة "سي إن إن" في ديسمبر الماضي. وأعلن بول مانافورت مدير حملة ترامب الانتخابية في حديث إلى فوكس نيوز الجمعة أن المرشح الجمهوري سيلتقي خبراء في أجهزة الاستخبارات خلال الأسبوعين المقبلين ليقدموا له بعض المعلومات الأساسية عن التحديات التي يمكن أن تواجهه، وهو تقليد معروف يشمل إعداد المرشحين لاحتمال انتخاب أحدهما رئيساً للبلاد. وقال أوباما "من يريد أن يصبح رئيساً عليه أن يتصرف كرئيس، وهذا يعني المشاركة في هذه الاجتماعات من دون كشف مضمونها". زوبعة ترامب إلا أن ترامب أثار زوبعة بمواقفه عندما أثيرت الأربعاء مسألة قيام واشنطن بتسليم طهران مبلغ 400 مليون دولار نقداً في يناير الماضي قدمته الإدارة الأميركية على أنه كان ضرورياً لاتمام تسوية بين البلدين. إلا أن الجمهوريين اعتبروا الأمر عبارة عن فدية دفعت مقابل طلاق سراح رهائن في إطار حل مسألة الملف النووي الإيراني. وقال ترامب الأربعاء أنه شاهد "شريط فيديو عسكرياً" قدمته إيران يكشف تسليم المبلغ، إلا أنه عاد الجمعة وصحح عبر تغريدة على تويتر قال فيها أن ما شاهده على التلفزيون هو طائرة الرهائن تحط في جنيف. وبسبب هذا اللغط المتمادي في مواقفه أكدت استطلاعات الرأي تراجع شعبيته. وسجلت كلينتون تقدماً كبيراً منذ انتهاء المؤتمر الديموقراطي إذ حصلت على 47,3% من نوايا التصويت مقابل 40،5% لترامب بحسب موقع ريل كلير بوليتيكس. وهو تقدم كبير جداً مقارنة بانتخابات سابقة. وأظهر استطلاعٌ آخر نشر الجمعة أن كلينتون تتقدم على ترامب حتى في ولاية جورجيا المحافظة جداً والتي لم تصوت في الانتخابات الرئاسية لمصلحة أي مرشح ديموقراطي منذ 1992.