في فترة من فترات التسعينات من القرن الماضي تمثلت "رغبة منتجي الأعمال الدرامية التلفزيونية بالمغرب في التنويع نسبيا، ومنافسة قنوات عربية أخرى على مستوى البرمجة الدرامية الرمضانية، ومن هنا جاءت فكرة القيام بعمل تلفزيوني كبير يحكي سيرة المولى إدريس الأكبر والدي تقمص شخصياته في المسلسل عدد من الممثلين المغاربة والمصريين كحسن حسني وروجينا من الجانب المصري، ونور الدين بكر وعبد اللطيف هلال وميلود الحبشي من المغرب. فالمسلسل الذي أخراجه كمال كمال كان فقيرا من الناحية التاريخية والدرامية وتحول في كثير من محطاته إلى موضوع للسخرية والتندّر من طرف المشاهد المغربي الذي لم يألف مشاهدة الفنان نور الدين بكر في دور فارس القبيلة أو يرى الفنان ميلود الحبشي يجسد دورا مركبا يطوّع به غطرسة سيده" أرياز" لتتحول بقدرة قادر الكثير من اللقطات الدرامية ذات العمق الدلالي إلى الكوميديا في أزهى مواقفها، وذلك ما أسال مداد الكثير من النقاد الفنيين وقتها والذين استهجنوا هدا الكاستينغ الخاطئ من طرف الفريق التقني الذي تاه وسط زخم الأحداث التاريخية وأراد أن يكمل العمل بأي وجه كان، ممّا جعل فارق الأداء التمثيلي يكون واضحا لصالح المصريين الذين عبروا عن أسفهم صراحة لمستوى أداء المغاربة بالعربية الفصحى خاصة مع وجود مثال مدرستين يقاس ويحتذى بهما عربيا على مستوى الأدوار التاريخية ألا وهما العملاقان محمد حسن الجندي والطيب الصديقي. هذه التجربة التي شكلت استثناء انفتاح الأعمال المغربية على الممثلين المشرقيين بعد أن كان الفنانون المغاربة في سنوات سابقة يفدون على أرض الكنانة بشكل لافت من أجل تطوير مساراتهم الفنية في الغناء والتمثيل، لم يكتب لها النجاح وحملت غصة الفشل خاصة وأنها تناولت موضوعا تاريخيا كان ينتظر منه المغاربة أن ينزل في أبهى حلله وذلك بما يليق برمزية ومرتبة المولى إدريس الأكبر، وفي المقابل عرفت تجارب مغربية مصرية أخرى النجاح، ففنانون مقتدرون مثل ليلى طاهر وفريد شوقي ويحيى شاهين ونور الشريف ونادية لطفي وسمير صبري وأمينة رزق وغيرهم، شاركوا في أفلام المخرج المغربي عبد الله المصباحي "أرض التحدي" و"سأكتب اسمك على الرمال" سنة 1989 و"أين تخبئون الشمس؟" عام 1979، و"غدا لن تتبدل الأرض" عام 1975 و"الضوء الأخضر" عام 1974. كما سبق ليسرا وجميل راتب وعبد العزيز مخيون وسناء جميل وليلى علوي وعزت العلايلي وهشام سليم وغيرهم، أن شاركوا في فيلم "سيدة القاهرة" من إخراج المغربي مؤمن السميحي سنة 1991.