كانت دائماً الدائرة التشريعية المحيط بالرباط، تعتبر "دائرة الموت" بالنظر لقيمة السياسيين والأحزاب التي مرّت منها والتي تتنافس دائماً من أجل الظفر بمقاعدها البرلمانية، ولم تخرج الانتخابات الحالية، التي انطلقت حملتها اليوم الخميس، عن العادة، فكلّ الأنظار تتجه لدائرة المحيط التي سيواجه فيها رئيس الحكومة، والأمين العابم لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، عددا من الأسماء الوازنة في المشهد الحزبي. بالإضافة إلى العثماني أمين عام اخر هو نبيل بنعبد الله، عن حزب التقدم والاشتراكية والحليف السابق ل"البيجيدي" في الحكومة، قبل أن تسوء العلاقة بينهما، يدخل غمار المنافسة في "دائرة الموت"، مصادرنا قالت، إن بنعبد الله ليست له حظوظ كبيرة للفوز، لكن مع الأجواء التي تمر بها الانتخابات الحالية كل شيء ممكن. من جهته دفع حزب الأصالة والمعاصرة بأحد وجوهه الشابة، المهدي بنسعيد، الذي برز داخل الحزب في العديد من المناسبات، وهو أحد المنافسين بقوة في دائرة المحيط، حسب المتتبعين للشأن الحزبي، بالنظر إلى أنه يشتغل رفقة مجموعة من الشباب الجمعويين، والبارزين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن له تجربة على مستوى تدبير الشأن المحلي داخل جماعة الرباط. "دائرة الموت" ستفقد أحد مفاجاءاتها خلال انتخابات 2016، عمر بلافريج، الذي أعلن أنه لن يترشح، لكن في المقابل دفعت فيدرالية اليسار، بمريم بنخويا، تشتغل كإطار بوزارة المالية وتحظى بدعم بلافريج ومجموعته، كما أنها ستكون المرأة الوحيدة في الصراع الانتخابي داخل الدائرة، فهل ستستطيع الحفاظ على مقعد فيدرالية اليسار؟. ويبقى حزب التجمع الوطني للأرحرار، بمرشحه المهندس عبد الرحيم واسلام، رقماً صعباً في المعادلة داخل دائرة الموت، فحسب مصادر محلية، فالحزب يعول على شبكة علاقاته ومنتخبيه، للنزول بقوة وحصد مقعد أو أكثر، في دائرة المحيط، بل إن الحزب يراهن بقوة على انتزاع الفوز أمام سعد الدين العثماني. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رشح رئيس الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة بدر الطناشري الوزاني، في دائرة المحيط، التي كانت تعدّ معقلاً تاريخياً لقيادييه الكبار، مثل المهدي بن بركة، وبعده العديد من الأسماء كمحمد اليازغي وغيرهم.