انطلقت جلسة محاكمة الصحافي سليمان الريسوني، اليوم الخميس، وسط جدل قانوني بين المحكمة ودفاعه بسبب وضعه الصحي المتدهور، وعدم قدرته على الكلام. وقد رفض دفاع الريسوني، أن يشرع في تقديم دفوعه الشكلية وطلباته الأولية بالنظر إلى مستجدات وضعه الصحي، فيما أصرّت المحكمة على عدم التأجيل مرةً أخرى، بمبرر أنها اتخذت قراراً سابقاً بانطلاق المحاكمة وتقديم الدفوعات والطلبات. ومنحت المحكمة الكلمة لسليمان الريسوني، إلا أنه عجز عن الكلام، وطلب ورقةً وقلم، وكتب كلمته التي تلتها المحامية سعاد البراهمة. وقال سليمان على لسان دفاعه: "إنه لغاية العاشرة ليلاً من أمس الأربعاء بقي معي مدير السجن والطبيب المعالج، الذين أكدوا أنهم توصلوا بتقرير من أحد أكبر المختبرات، وبروفيسور مختص، الذي أكد لهم أنني مهددّ بالقصور الكلوي، أو السكتة القلبية في أي لحظة". وتابع الريسوني،" لا يمكن لي اليوم أن أدافع عن نفسي وأنا في هذه الوضعية"، مطالباً بتمكينه من السراح المؤقت. مضيفاً، أنه "أكثر الناس هنا في المحكمة تواق للدفاع عن نفسه، ومستعد للإجابة ومناقشة ملفه لأنه، أوهن من بيت العنكبوت".حسب تعبيره. وبالرغم من مرافعات النقيب عبد الرحمان بن عمرو، الذي طالب المحكمة بتطبيق القانون الذي لا يسمح باستنطاق المتهم وهو في وضعية صحية مماثلة، وباقي هيئة الدفاع الذين ذهبوا في نفس الإتجاه، إلا أن القاضي ردّ قائلا: "لقد تأجلت المحاكمة لأزيد من أربعة أشهر بسبب الوضع الصحي، وكان هناك أمل أن هذه الوضعية ستتغير لأنها أصبحت معرقلة للمحاكمة، فالحالة هذه من اختيار السيد سليمان الريسوني، وهو حقه، لكن لا يمكن أن تصبح المحكمة أسيرة لدى المتهم، يجب احترام القضاء، واحترام المحاكمة العادلة".