وصل زعيم ميليشيا "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى الجزائر فجر اليوم الأربعاء، عائدا من إسبانيا التي مكث فيها أزيد من شهر، وسط ترقب شديد لرد فعل الرباط على هذا التطور الذي يُتوقع أن يزيد من تعميق الأزمة القائمة بينها وبين مدريد على خلفية مواقف الأخيرة المعادية للمملكة في ارتباط بقضية الصحراء المغربية. وغادر غالي، مساء أمس الثلاثاء، مستشفى "سان بيدرو لوغرونيو"، حيث كان يرقد منذ 18 أبريل الفارط، في اتجاه مطار "نواين"، ومن هذا الأخير حلّق صوب الجزائر على متن طائرة مدنية فرنسية وضعتها الرئاسة الجزائرية تحت تصرفه. وكانت سلطة الطيران المدني الإسبانية "إناير"، قد أكدت تزامنا مع مثول زعيم جبهة "البوليساريو" أمام المحكمة العليا الإسبانية، أمس الثلاثاء، أن طائرة كانت متجهة من الجزائر إلى مدينة "لوغرونو" بشمال إسبانيا، عادت بعد أن أبلغ مراقبون جويون أنها لا تتوفر على إذن بدخول المجال الجوي، بناء على تعليمات من الجيش الإسباني. وتُظهر معطيات عديدة أن مبارحة غالي التراب الإسباني دون اتخاذ في حقه أي إجراء قضائي لمنعه من السفر كونه يشكل موضوع متابعة في قضايا تتعلق بالتعذيب وجرائم حرب، كان مخططا له. من جهتها، انبرت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية ومعها بعض وسائل الإعلام الوطنية، لادعاء أن القضاء الإسباني رفض الشكاوى المرفوعة ضد غالي. وقال القيادي في جبهة "البوليساريو" الانفصالية، أبي بشرايا البشير، لوكالة الأنباء الجزائرية، إن إبراهيم غالي "غادر إسبانيا، لمواصلة العلاج التكميلي في الجزائر"، مشيرا إلى أن الأطباء أكدوا أن حالته الصحية في تحسن، ولم يعد هناك سبب لبقائه في مستشفى "سان بيدرو لوغرونيو" الإسباني.