خرج بعض قياديي حزب العدالة والتنمية، معلنين رفضهم للرسالة "شديدة اللهجة"، التي وجهها والي جهة الرباط محمد اليعقوبي إلى عمدة العاصمة محمد الصديقي، بعد تحفطه على إنجاز مشروع محطتين تحت أرضيتين بشارع محمد الخامس وسط العاصمة بدعوى أن رمزية الشارع تتطلب موافقة مسبقة من الديوان الملكي. وفي هذا السياق كتب البرلماني نبيل الأندلسي على "فايسبوك"، إن "هَذِهِ الرسَالةُ.. تحمل في طياتها عقلية سلطوية واستعلائية، وهي بالمناسبة موجودة عند عدد من العمال والولاة مع كامل الأسف، في علاقتهم بالمنتخبين وبالمواطنين على حد سواء، وهذا ما يعيد إلى الواجهة أسئلة مشروعة عن جدوى الإنتخابات في ظل هيمنة وزارة الداخلية ومعاكستها في حالات كثيرة للدستور والقوانين التنظيمية". من جهته وصف عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، الرسالة التي وجهها والي جهة الرباط اليعقوبي للعمدة الصديقي، ب"المستفزة" و التي "تفتقر إلى الاحترام الواجب في حق سلطة منتخبة". وقال حامي الدين في تدوينة نشرها على حسابه ب"فايسبوك": "صدمة كبيرة أصبت بها وأنا أطلع بالصدفة على مراسلة جوابية للسيد والي جهة الرباطسلاالقنيطرة من توقيع الكاتب العام للولاية، جوابا على مراسلة للسيد رئيس جماعة الرباط.. فبغض النظر عن خلفيات تسريب هذه الرسالة للصحافة، وبغض النظر عن التجاوزات القانونية الصارخة التي تحبل بها، فإن اللغة التي كتبت بها هذه الرسالة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لغة مستفزة وتفتقر إلى الاحترام الواجب في حق سلطة منتخبة، وتؤكد بالملموس أن البعض مصر على إسراع الخطى نحو الإجهاز على ما تبقى للمواطن من ثقة في صوته الانتخابي". وتابع القيادي في "البيجيدي"، "أمام مثل هذه المراسلات التي تستبطن نظرة معينة للتسيير الجماعي، وتعكس الثقافة، المنفصلة عن روح وجوهر الدستور، التي ينظر بها بعض الولاة والعمال لمهام المنتخب الجماعي، يحق للمواطن أن يطرح الكثير من الأسئلة عن قيمة صوته الانتخابي..". وكان الوالي اليعقوبي، قد قال في "رسالته التوبيخية" الموجهة للعمدة الصديقي، المنتمي للعدالة والتنمية، والمكونة من صفحتين، إن ما أثاره هذا الأخير من حديث عن رمزية الشارع وما تلاه، لا يدخل ضمن مجال اختصاصه ولا ينبغي له الخوض فيه مستقبلا، وأنه يتعين عليه، التركيز على اختصاصاته المتعددة التي يفترض فيه الحرص على ممارستها بمنهجية إدارية مضبوطة.