عقدت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، الخميس الماضي، جمعها العام العادي عبر تقنية الفيديو عن بعد، حضره ممثلو المنخرطين في مختلف المناطق. وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن افتتاح هذا الجمع العام، الذي حضره ممثلو المنخرطين على شكل مجموعات صغيرة داخل مقرات الجمعية بكل من وجدة وأزرو وخريبكة وورززات والقنيطرة والرباط في احترام تام لإجراءات السلامة الصحية المسطرة من طرف السلطات العمومية، تميز بكلمة للكاتب العام للوزارة، محمد صديقي، الذي أكد على دور الجمعية في تطوير سلسلة اللحوم الحمراء والمحافظة على سلالات الأغنام والماعز على الصعيد الوطني وكذا في تأطير المنتجين. وأضاف البلاغ أن صديقي أبرز أهمية قطاع تربية المواشي، الذي كان دائما في صلب أولويات برامج مخطط المغرب الأخضر عبر العقود البرامج المبرمة بين الدولة والمهنيين لتطوير سلاسل الإنتاج الحيواني، والذي يشكل أحد محركات النمو الاقتصادي بالمملكة. ولفت الكاتب العام للوزارة إلى أن القطاع يتمتع بمؤهلات تمكنه من تبوأ المراتب الأولى من حيث رقم المعاملات التي تقدر بحوالي 35.54 مليار درهم سنويا، وبرصيد حيواني هام يشتمل على أكثر من 31 مليون رأس، منها 21.6 مليون من رؤوس الأغنام و6.1 ملايين من رؤوس الماعز و3.3 ملايين من رؤوس الأبقار و183 ألف رأس من الإبل. وأبرز أن هذا الرصيد الحيواني الهام الذي يمتاز به القطاع يمكن من الرفع من الإنتاج الوطني من المواد الأساسية وبالتالي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، بنسبة 96 في المائة فيما يخص الحليب و98 في المائة فيما يخص اللحوم الحمراء، كما يساهم بشكل كبير في إحداث فرص الشغل التي تقدر ب 95 مليون يوم عمل سنويا. وذكر صديقي بالإنجازات المحققة في مجال تنفيذ برامج تحسين سلالات الأغنام والماعز الذي يعد ثمرة للشراكة بين الحكومة والفيدرالية البينمهنية لسلسلة اللحوم الحمراء، حيث بلغ عدد الكسابة المحس نين لسلالات الأغنام والماعز 9 آلاف و882. وفي إطار تدعيم مكتسبات برامج مخطط المغرب الأخضر، شدد الكاتب العام على أهمية المرحلة المقبلة التي تتميز بإعطاء الانطلاقة للاستراتيجية الفلاحية الجديدة "الجيل الأخضر 2020-2030" من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في فبراير الماضي بشتوكة آيت باها، بغية تطوير القطاع الفلاحي بمقاربة شمولية جديدة تعتمد أساسا على إدماج كل سلاسل الإنتاج وكل الفاعلين بمختلف توجهاتهم في القطاع الفلاحي دون استثناء في إطار تعاقدي وتشاركي بين الدولة والمهنيين. وأضاف أن الرؤية الاستراتيجية الجديدة ستعمل أيضا على تعزيز كل السلاسل الفلاحية، بما فيها سلسلة اللحوم الحمراء، عبر تحضير عقود برامج السلاسل الفلاحية للفترة الممتدة من 2020 إلى 2030، منوها بالحكامة الجيدة التي اعتمدتها الجمعية في شخص رئيسها وأعضاء المكتب الإداري والأطقم التقنية للجمعية. من جهته، أشاد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، عبد الرحمان مجدوبي، بمستوى الشراكة المتينة التي تربط الجمعية بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وبجهود الوزارة في الدفاع على قطاع الأغنام والماعز، خصوصا في خضم الأزمة التي تعيشها البلاد إثر جائحة كورونا، وللتخفيف من تداعيات الجائحة على مربي الماشية من خلال إطلاق أسواق نموذجية تحترم معايير السلامة الصحية وتسريع إعادة فتح الأسواق وكذا من خلال توفير الشعير المدعم على الصعيد الوطني. وذكر رئيس الجمعية، في ذكراها التأسيسية الأربعين، بما حققته من "مكتسبات مشرفة" فيما يخص تنظيم الكسابة وتأهيلهم مهنيا والحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية من سلالات الأغنام والماعز، وبالنتائج المحققة في إطار مخطط المغرب الأخضر، كالتنظيم المهني المحكم للجمعية والانخراط الفعلي للكسابة عبر تراب المملكة والذي مكن من تنمية سلاسل الأغنام والماعز، من خلال الاستثمارات المهمة المرصودة لهذا الغرض. وقد تكثف انخراط الجمعية في مخطط المغرب الأخضر خلال العشر سنوات الأخيرة عبر أنشطة تأطيرية للمنتجين، حيث تضاعف عدد التجمعات بما يناهز ثلاثة أضعاف، منتقلا من 58 تجمعا سنة 2008 إلى 166 تجمعا سنة 2019. كما تضاعف عدد الكسابة المؤط رين بثلاث مرات، إذ انتقل عدد المنخرطين من 4 آلاف و714 سنة 2008 إلى 14 ألفا و620 كسابا سنة 2019. وارتفع القطيع المؤطر من 1.4 مليون رأس إلى 3.8 مليون رأس خلال نفس الفترة. وفي نفس السياق، ارتفع عدد السلالات المحلية المسجلة في برنامج تحسين النسل من 8 سلالات سنة 2008 إلى 14 سلالة سنة 2019، كما ازداد عدد الفحول التي تنتجها الجمعية سنويا من حوالي 7 آلاف رأس إلى أكثر من 30 ألف رأس خلال نفس الفترة. وبهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية على انخراط الجمعية "التام والفعلي" في الاستراتيجية الجديدة "الجيل الأخضر 2020-2030″، والمساهمة في تنزيل وتحقيق أهدافها المسطرة، كتكوين الشباب ومواكبة اندماجهم المهني في قطاع تربية الماشية من أجل المساهمة في انبثاق طبقة وسطي فلاحية تشكل رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم القروي. وفي هذا السياق، يندرج إطلاق مشروع إنشاء مركز للتكوين في مهن تربية الماشية، الممول من صندوق "شراكة" لوكالة حساب تحدي الألفية وهيئة تحدي الألفية للولايات المتحدةالأمريكية، والذي سيتم تسييره في إطار اتفاقية بين الجمعية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وتم خلال الجمع العام عرض ومناقشة مضامين التقارير الأدبية والمالية والتقنية للجمعية، حيث تمت المصادقة على جميع التقارير وتجديد ثلث أعضاء المجلس الإداري والاستماع إلى توصيات المناطق، حيث تم تقديم مقترح تعديل خمس مواد في القانون الأساسي فوض الجمع العام للمجلس الإداري صلاحية تعديلها.