لم تمض سوى ساعات قليلة على لقاء عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بسعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حتى خرج القيادي في "البيجيدي" عبد العالي حامي الدين بتدوينة "نارية" تطالب وهبي بالكشف عمّا قام به الحزب في السابق في حق خصومه السياسيين، خصوصاً في فترة إلياس العماري. وكتب حامي الدين قائلاً: "على هامش لقاءات السيد عبد اللطيف وهبي مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية، يحاول السيد عبد اللطيف وهبي أن يبني شرعية جديدة لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يجر وراءه خطيئة النشأة.. ما ينبغي أن يعرفه السيد عبد اللطيف وهبي، أنه يرث تركة ثقيلة من الجرائم التي ارتكبت في العهد السابق لحزبه، وهو مسؤول عن تصفية هذا الإرث بالقواعد السياسية والأخلاقية اللازمة". وتابع حامي الدين، "إن بناء علاقات جديدة مع الأحزاب السياسية الوطنية مبنية على الثقة يمر عبر تصفية تركة الماضي بالكشف عن الحقائق الخفية التي توجد في أرشيف هذا الحزب، وداخل مطبخ الشؤون المالية الذي كان يشرف عليه إلياس العماري.. هناك صفحات مرعبة في تاريخ هذا الحزب، بدءا من فبركة الملفات والزج بالأبرياء في المحاكم والسجون، وانتهاء بابتزاز العديد من الأعيان ونهب ثرواتهم، والضغط عليهم بالملفات.. فلا يمكن إنجاز المصالحة الحقيقية وطَي صفحة الماضي إلا بعد قراءتها جيدا، مع تقديم نقد ذاتي شامل حول مسلكيات هذا الحزب السابقة والالتزام بالقطع مع هذه الأساليب إلى غير رجعة.. الحقيقة+جبر ضرر الضحايا+الاعتذار+ ضمان عدم التكرار= المصالحة الحقيقية". وفي اتصال مع "الأول"، أكد حامي الدين أن وهبي سبق له أن قال بان وجود إلياس على رأس البام جريمة، اذن عليه أن يكشف عن ذلك عن طريق البحث في أرشيف الحزب، وأن يستلهم منهجية الدولة المغربية التي كانت لها الشجاعة في عهد محمد السادس لفتح صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وقراءتها قبل إقرار المصالحة". وأضاف حامي الدين، "أنا أحترم عبداللطيف وهبي وأقدره وهو صديق، ولا أشكك في نواياه.. لكن عليه توضيح عدد من الحقائق والكشف عنها، مثل كيف حصلت على الرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية ل2009 بعد بضعة أشهر من التأسيس وكيف كسرت تحالفات البيجيدي مع حلفائه؟.. إلى غير ذلك من الممارسات التي يعرفها الجميع، أما فبركة الملفات القضائية فهي رياضة معروفة لدى دهاقنة هذا الحزب". من جهة أخرى طالب بعض المنتسبين لحزب الأصالة والمعاصرة، من بينهم قياديون سابقون في الحزب، من وهبي الرد على حامي الدين، حيث كتب خالد أشيبان عضو المكتب الفدرالي سابقاً، مخاطباً وهبي: " أكيد أنكَ قرأتَ مثلنا جميعا تدوينة السيد حامي الدين بخصوص زيارتكَ لمقر حزبهم، حزب العدالة التنمية، و المؤكد أنك اطلعت مثلنا جميعا على الاتهامات التي كالَها لحزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة، ومنها اتهامات جنائية..". وتابع أشيبان، "لذلك بصفتي عضوا في الحزب، وعضوا في المكتب الفيدرالي السابق للحزب، أدعوك، بصفتك أمينا عاما للحزب حاليا، إلى متابعة السيد حامي الدين، المستشار البرلماني ورئيس لجنة التعليم بمجلس المستشارين، أمام القضاء، بإسم جميع مناضلات ومناضلي الحزب، بسبب منشوره الذي لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال، ولإعطاء السيد حامي الدين فرصة للإدلاء أمام القضاء بالدلائل والحجج التي تثبت صِدق ادعاءاته أو أن يأخذ القضاء للحزب حقه ويعيد له اعتباره..". وأضاف ذات المتحدث، "ففي غياب مكتب سياسي للحزب حاليا، على الأمين العام أن يقوم بدوره كاملا في الدفاع عن الحزب الذي قضى عدد من خيرة مناضلي هذا البلد أكثر من عِقد من الزمن في بنائه .. وبما أنكَ كنتَ مُبادرا بالقيام بتلك الزيارة بدون أي تكليف من مؤسسات الحزب ومناضليه، فعليكَ أن تتحمل مسؤوليتك كاملة في الدفاع عن الحزب وصورته ..".