انطلقت الثورة المصرية في يناير 2011، مطالبة بإسقاط نظام مبارك الذي عمر لأزيد من ثلاثين سنة في الحكم. خرج الشعب المصري واجتمع شباب الثورة بميدان التحرير في صورة حضارية ترسم معالم مستقبل حر، سناء سيف كانت في ربيعها ال 17، حاضرة بقوة في ثورة يناير، إلى جانب أفراد عائلتها المناضلة، الأب المرحوم عبد الفتاح سيف الإسلام، المناضل الحقوقي واليساري، ووالدتها الناشطة الحقوقية والسياسية ليلى يوسف، والأخ علاء عبد الفتاح المدون والناشط المعروف، بالإضافة إلى أختها الكبرى منى سيف الحقوقية. سناء المتمردة، والرافضة للخنوع والاستسلام، اعتقلت أكثر من مرة، هي وعدد من رفاقها وأفراد أسرتها، هي واحدة من شباب الثورة الذين لم يتراجعوا عن فكرة الاحتجاج في الشارع، وأن ثورة الشباب مستمرة رغم تسلط العسكر في مصر، وبالرغم من حالة اليأس التي بدأت تتسلل داخل أوساط الشباب، قالت في إحدى تدويناتها: "عندي كلمتين عشان نبرة الإحباط اللي طالعة تعالوا نفتكر كدا احنا بعاد عن الشارع بقالنا أد إيه. دي تاني نازلة حقيقية من زمن. بقالنا أيام في حملة اعتقالات بنت وسخة ودخلنا عاليوم دا تقريبا من غير لا تنظيمات ولا حركات النظام شلهم من بدري. والأحزاب كالعادة عملوا عبط. اليوم دا مشي بينا ثوار متفرطين بيكلموا بعض عالسوشيال ميديا. عملنا ايه بقا؟ جننا الداخلية، انتشرنا في الجيزة ووسط البلد، رجعنا نقف على رجلينا في الشارع وصوتنا يطلع". وتحدت الناشطة المصرية والمعتقلة السابقة سناء سيف، قانون منع التظاهر والظروف الأمنية في مصر، وقامت بجولة بمنطقة "وسط البلد" ودخلت ميدان التحرير، في عز البرد، وتحت الأمطار، إحياءً لذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بمفردها، ارتدت سناء في "مسيرتها" قميصا كتب عليه "لسَّاها ثورة يناير". منى سيف، شقيقة سناء، تحكى عن جزء من دور الشقيقة الصغرى فتقول: "سناء كانت نشطة جدا في اعتصام نوفمبر وديسمبر 2011، اللى انتهى بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء. فى الاعتصام ده كانت عارفة كويس المجموعات اللى بقت تمارس سلطة على الميدان، ولما كانوا يقبضوا على حد ويحاولوا يعتدوا عليه عشان قام بسرقة أو غيره، كانت بتقنعهم إنهم يسيبوه للمحامين يتعاملوا معاه. كانت زى رقيب بالنسبة لهم". تستكمل منى وتقول: "سناء عندها طريقة مميزة لإقناع ولاد الوسخة". من القضايا التى تابعتها سناء كانت قضية سامر الشيخ (25 عامًا) الذى قتله أحد ضباط الشرطة فى مدينة نصر. حيث قامت بتنظيم حملة واتصلت بأهله، كما بحثت عن معلومات عن الضابط المتهم، على الرغم من حساسية القضية. لقد كانت متصلة بهموم الناس كناشطة ميدانية غير باحثة عن الأضواء، فقد عشقت الشارع والثورة لازال مسلسل المضايقات في حق الناشطة سناء سيف مستمرا فمؤخرا تم الحكم عليها غيابيا ب6 أشهر حبسا، لتذهب بكل شجاعة وتسلم نفسها، وقد كتبت حول الموضوع قائلة: "رحت قسم السيدة أسلم نفسي، ودُّوني النيابة وسلموني أعلام بالحكم مضيت عليه وكتبت اقرار بالتنازل عن حقي في المعارضة والاستئناف. قالو لي احنا كدا اعلمنا كي بالحكم بعد 10 ايام تيجي تسلمي نفسك." سناء شابة مقاومة حرة خبرت السجون والمعتقلات رغم حداثة سنها، في ضل الحكم المتسلط لعبد الفتاح السيسي رئيس مصر الحالي بعد الانقلاب العسكري سنة 2013، وسناء ليست وحدها فأخوها المدون والناشط السياسي المعروف علاء عبد الفتاح هو كذلك معتقل، تعرض للتعذيب بسجون النظام المصري.