امرت محكمة مصرية الاثنين بالافراج بكفالة عن علاء عبد الفتاح احد ابرز الناشطين المصريين المعارضين الذين شاركوا في التمهيد لحركة احتجاجات شعبية اسقطت الرئيس الاسبق حسني مبارك عام 2011. وكانت محكمة جنايات مصرية اصدرت حكما غيابيا ضد علاء عبد الفتاح بالسجن 15 عاما في 11يونيو الماضي بتهمة الاعتداء على شرطي وسرقة جهاز لاسلكي منه في نوفمبر الماضي اثناء تظاهرة في القاهرة. وتم توقيف عبد الفتاح بعد ذلك واعادة محاكمته عملا بالقانون المصري الذي يقضي باعادة المحاكمة في اي قضية تصدر الاحكام فيها غيابيا. وقال محمد عبد العزيز احد اعضاء هيئة الدفاع عن عبد الفتاح ان "المحكمة امرت باطلاق علاء عبد الفتاح بكفالة 5000 الاف جنيه مصري (قرابة 700 دولار). وقررت المحكمة كذلك التنحي عن النظر في القضية بعدما تقدم بد الفتاح بطلب لردها مؤكدا "عدم اطمئنانه لعدالة هيئة المحكمة", بحسب المحامي. وكان القضاة انفسهم هم الذين اصدروا الحكم الغيابي بالسجن 15 عاما بحقه و24 شخصا اخرين في يونيو. ويقول المحامون ان عبد الفتاح ومحمد نوبي ووائل متولي كانوا يقفون على باب المحكمة قبل النطق بالحكم غيابيا ومنعتهم الشرطة من الدخول ثم قبضت عليهم فور صدور الحكم. وقررت المحكمة الاثنين كذلك اخلاء سبيل الناشطين الاخرين, نوبي ومتولي, بكفالة 5000 جنيه لكل منهما. وطلبت المحكمة, بحسب المحامي, من النيابة العامة اجراء تحقيق قضائي لمعاقبة المسؤول عن اذاعة شريط فيديو يتضمن لقطات لزوجة عبد الفتاح اثناء حفل خاص في منزلهما. واوضح محمد عبد العزيز انه خلال الجلسة الاخيرة للمحاكمة الاربعاء الماضي بثت النيابة داخل قاعة المحكمة عدة شرائط فيديو يفترض انها تتضمن دلائل على الاتهامات الموجهة لعبد الفتاح وبينها شريط لزوجة علاء تم تصويره في حفل خاص في منزلهما. واثار بث هذا الشريط استياء واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر. وبعد ان عزل الجيش في الثالث من يوليوز 2013 الرئيس الاسلامي محمد مرسي, شنت السلطات حملة قمع دامية ضد انصاره اوقعت 1400 قتيل على الاقل بحسب منظمات حقوقية دولية. كما تم توقيف اكثر من 15 الف من انصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي واحيلوا للمحاكمة لاتهامهم بارتكاب اعمال عنف او التحريض عليها او الانتماء لتنظيم ارهابي بعد ان صنفت السلطات المصرية الاخوان "جماعة ارهابية". وامتدت حملة القمع بعد ذك لتشمل الناشطين الشباب غير المنتمين لجماعة الاخوان الذين اطلقوا الدعوة الى الثورة على مبارك في 2011. وتم توقيف عشرات من هؤلاء الناشطين بتهمة المشاركة في تظاهرات غير مرخصة مخالفة لقانون مثير للجدل لتنظيم التظاهر صدر في نوفمبر الماضي يقول المعارضون انه "يقيد حق التظاهر بدلا من ان ينظمة". وينتمي عبد الفتاح (33 عاما), وهو من ابرز الناشطين الشباب, الى اسرة يسارية اذ كان والده احمد سيف عبد الفتاح, الذي توفي اخيرا اثناء وجوده في السجن, محاميا من ابرز المدافعين عن حقوق الانسان ومن المعارضين لحقبة الرئيسين السابقين انور السادات ومبارك. واعتقل عبد الفتاح في عهد مبارك ثم بعد اسقاطه ابان حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة. ومازالت شقيقة علاء الصغرى, سناء عبد الفتاح (20 عاما), في السجن بعد القبض عليها في يونيو الماضي اثناء مشاركتها في تظاهرة سلمية, اعتبرتها السلطات غير قانونية, للتضامن مع الناشطين العلمانيين المحبوسين. كما ان شقيقته الثانية, منى سيف, من ابرز الناشطين الذين شاركوا في الثورة على مبارك واسست بعيد اسقاطه حركة "لا للمحاكمات العسكرية" احتجاجا على احالة العديد من المدنيين الى القضاء العسكري ابان فترة حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة.