سجلت بورصة لندن تراجعا حادا بأكثر من 10 في المائة، اليوم الخميس، قبل ساعة من الإغلاق بسبب الهلع المسيطر جراء فيروس كورونا المستجد والإحباط من التدابير التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي لمواجهة الوباء. وحوالي الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش، خسر مؤشر فوتسي-100، الذي يضم أسهم كبريات الشركات في لندن، 10,04 في المائة متراجعا إلى 5286,37 نقطة، ليقترب بذلك إلى أحد أسوأ معدلات التراجع في تاريخه عند الإغلاق. وعرف مؤشر فوتسي-100 الذي أنشئ في عام 1984 أسوأ جلساته في 20 أكتوبر 1987، حينما خسر 12,22 في المائة عند الإغلاق. وتشهد السوق البريطانية انهيارا منذ افتتاحها، الخميس، بعد منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول الأوروبيين إلى الولاياتالمتحدة لفترة شهر، لكن خسائرها ازدادت بعد الظهر عقب إعلان البنك المركزي الأوروبي عن إجراءات لم تطمئن الأسواق التي تمر باضطرابات شديدة على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد وتزايد الشلل في الاقتصاد. وتأثر قطاع السفر والسياحة بشكل كبير بسبب انتشار الوباء، وخسرت شركة “كارنيفال” المشغلة لللسفن السياحية 17,36 في المائة من قيمتها فيما خسرت مجموعة الخطوط الجوية الدولية المشغلة للخطوط البريطانية نسبة 13,45 في المائة. كما خسرت مجموعة “سيني وورلد” لتشغيل صالات السينما نسبة 24,19 في المائة، مع خشية المستثمرين من إغلاق المزيد من أماكن التجمعات العامة. وفي إطار متصل، شهدت بورصة بروكسيل، اليوم الخميس، واحدا من أحلك الأيام في تاريخها، في الوقت الذي يستمر فيه وباء كوفيد-19 في تكبيل الاقتصاد العالمي وشل المستثمرين. حيث شهد مؤشرها الشهير “بيل 20” أقوى انخفاض في جلسة واحدة، مع انحدار نسبته 14,21 بالمائة وصولا إلى 2.701,00 نقطة. ويوم الاثنين، كان مؤشر سوق الأسهم قد انخفض بنسبة 7,58 في المائة. ومقارنة مع 17 فبراير الماضي، خسر “بيل 20” أكثر من 35 في المائة، وهو ما يمثل عشرات المليارات من اليورو من حيث القيمة السوقية التي ذهبت أدراج الرياح. وأدت الإجراءات التي أعلن عنها البنك المركزي الأوروبي، اليوم الخميس، والذي لم يخفض معدلاته، عكس التوقعات، إلى مزيد من الضغط على أسواق الأسهم التي كانت قد بدأت بالفعل في التهاوي، وذلك بعد حظر الإدارة الأمريكية لرحلات الركاب المتوجهة من أوروبا إلى الولاياتالمتحدة، وذلك لمدة 30 يوما.