شرع حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، في خلق نقاش بين مجموعة من القيادات اليسارية من مختلف التجارب السياسية، وعقد، في هذا السياق، لقاءً السبت الماضي، بمقره المركزي في الدارالبيضاء، جمع فيه أسماء يسارية وازنة لمناقشة إمكانية توحيد اليسار في حزب يساري واحد. وكشف مصدر قيادي في حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ل”الأول” أن هذا اللقاء تجسيداً لما يروج بشأن ضرورة انفتاح فدرالية اليسار الديمقراطي على فعاليات سياسية يسارية أخرى من خارج الأحزاب الثلاثة المكونة لها، وبالتالي، يقول المصدر “عوض أن نستمر في القول من دون فعل، اخترنا تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع، والانفتاح على طاقات يسارية كانت لها تجارب في أحزاب، من أجل جمع شتات اليسار في أفق مشروع إندماج مكونات الفدرالية والتأسيس لوحدة حقيقية لليسار المغربي”. ومن أهم الخلاصات التي خلص إليها النقاش، الفكرة التي عبر عليها الاتحادي السابق ووزير الثقافة السابق، محمد الأشعري الذي دعا إلى “ضرورة تنظيم منتديات وطنية مفتوحة في وجه كل الديمقراطيين والتقدميين والنشطاء المدنيين لبناء يسار جديد، والإنصات للناس وتطلعاتهم لأنه لا يمكن صياغة مشاريع اليوم بفكر أمس، لأن العالم شهد تغيرات عميقة، و نحن في وبلادنا في حاجة إلى يسار قوي لمواجهة تغول النيوليبرالية والمد المحافظ في الدولة و المجتمع”. من جهته أكد محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، على “ضرورة بناء حزب يساري جديد كوصفة وحيدة ممكنة في ظل الشروط الذاتية والموضوعية، خلق إطار جديد مفتوح أمام الطاقات بما يجعله صناعة مشتركة لشيء جديد، حتى تنخرط فيه الرموز الثقافية والجمعيات والتنسيقيات والشباب وغيرهم، مع التركيز على ضرورة أن يبني الحزب اليساري الجديد مشروعه على التعاقد مع المجتمع المدني وأن يبني علاقة مع الأجيال الجديدة وتعبئة الطبقات المتوسطة، حزب لا تحجب فيه الايديدلوجيا السياسة و أن لا يتحصن وراء شعارات إيديولوجية و ممارسة”. وتحدث المحجوب حبيبي، القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، عن “إسهام الثقافة في بناء اليسار القوي والفاعل في المجتمع و أن المشروع و الخط السياسي له الصدارة في بناء الحزب الاشتراكي الكبير، كما تحدث عن ضرورة تنزيل الوعي من خلال مؤسسات التنشئة المجتمعية و أساسا المدرسة الوطنية”. و تطرق اليساري والحقوقي الوهاب التدموري، للجهوية ك”مدخل لبناء اليسار و كمدخل كذلك للبناء الديمقراطي”، وذلك بعد الجواب على سؤال أي ديمقراطية يريد اليسار؟، حيث قال: “بأن اليسار يجب أن يحسم اختيار النضال من أجل ديمقراطية تشاركية أفقية وليست عمودية تنطلق من المركز في اتجاه الهامشي. ومن جهته، قدم المحامي محمود عمر بنجلون، أهم تجارب تجميع اليسار و ركز بالخصوص على التجربة الفرنسية والإسبانية مؤكداً أن “المقاومة و النضال من أجل الديمقراطية كان هو محرك اي دينامية بنائية لوحدة اليسار، و أن الروتين الانتخابي كان في أغلب الأحيان أحد مسببات ضعف و تشتت اليسار”.