أجرى رئيس مجلس المستشارين عبد الحكيم بنشماش مباحثات أمس الجمعة ببنما مع رئيس برلمان السوق المشتركة لدول أمريكاالجنوبية “البارلاسور” ، دانييل كاجياني، على هامش أشغال الدورة 12 الجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي. وأكد بنشماش خلال هذه المباحثات على الاهتمام الذي يوليه مجلس المستشارين لتعزيز علاقاته مع منطقة أمريكا اللاتينية والكراييب، مبرزا أهمية مأسسة العلاقات مع برلمان السوق المشتركة لدول أمريكاالجنوبية. ودعا في هذا الصدد، إلى عقد لقاء مع مكونات (البرلاسور ) من أجل بحث سبل بلورة أجندة عمل مشتركة خدمة لمصالح وتطلعات شعوب المنطقتين الافريقية والامريكو لاتينية. وذكر بنشماش بالأشواط التي تم قطعها لإرساء المنتدى البرلماني لبلدان افريقيا و أمريكا اللاتينية، والتي توجت بالتوقيع عن الإعلان التأسيسي للمنتدى مطلع شهر نونبر الماضي بمقر مجلس المستشارين من قبل رؤساء الاتحادات الجهوية والقارية بالمنطقتين، مبرزا أن العلاقات الدولية للمملكة قائمة على خيار استراتيجي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ويتأسس على تنويع الشراكات وتعزيز التعاون جنوب جنوب الذي جعل منه المغرب دعامة ورافعة أساسية لانبثاق إفريقيا جديدة تحظى بمكانة وازنة داخل المنتظم الدولي. وبخصوص العلاقات مع جمهورية الأورغواي التي ينحدر منها السيد كاجياني، دعا رئيس مجلس المستشارين الى إرساء حوار برلماني كفيل بمد جسور الصداقة والتعاون “وتبديد سوء الفهم الكبير الذي طبع العلاقات الثنائية لسنوات طويلة، والعمل المشترك من أجل تدارك الفرص المهدرة نتيجة عوامل وسياقات تاريخية رهنت الديبلوماسية البرلمانية وحصرتها في اعتبارات ايديولوجية ضيقة”. وفي هذا الصدد، قدم بنشماش عرضا مفصلا حول حقيقة النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية ، مشيرا الى المجهود التنموي الكبير الذي يقوم به المغرب في أقاليمه الجنوبية. من جهته، قال رئيس (البارلاسور ) إن الموقع الجيو استراتجي والمكانة التي يحظى بها المغرب في محيطه الإقليمي والجهوي، تمكنه من لعب دور محوري في تيسير التقارب بين بلدان المجموعتين الافريقية والعربية وبلدان أمريكا اللاتينية، كما تؤهله ليكون حلقة وصل بين المنطقتين، مؤكدا أنه يتعين على برلمان تجمع (الميركوسور) مضاعفة الجهود من أجل بناء علاقات صداقة وتعاون مع نظرائه بافريقيا. ونوه في هذا السياق، بمبادرة تأسيس المنتدى البرلماني لبلدان افريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب، معربا عن استعداده للانخراط في دينامية تفعيل مضامين الإعلان التأسيسي للمنتدى و تنزيل هذه المبادرة بما يسهم في توطيد العلاقات بين شعوب أمريكا اللاتينية وافريقيا. وفي مايخص العلاقات الثنائية، شدد كاجياني على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في بناء وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين ، مذكرا بالتحولات التي شهدتها الاروغواي بعد الاستحقاقات الانتخابية. يشار الى أن الوفد البرلماني المغربي الذي ضم أيضا سفيرة المغرب في بنما ،أمامة عواد، عقد في إطار هذه الزيارة، لقاءات مكثفة مع رؤساء الاتحادات الجهوية والاقليمية والبرلمانات الوطنية والمسؤولين الحكوميين بأمريكا اللاتينية والكاريبي. ويتكون الوفد المغربي من المستشارين البرلمانيين عبد القادر سلامة الخليفة الرابع لرئيس مجلس المستشارين، وأحمد الخريف أمين المجلس وممثله الدائم لدى “البرلاتينو”، ومحمد علمي رئيس الفريق الاشتراكي بالمجلس.