في خطوة جديدة لرأب الصداع الحاصل داخل حزب الأصالة والمعاصرة، أعلن الأمين العام للحزب حكيم بن شماش عن مبادرة لوضع حد للتشرذم تتمثل في “تنظيم مائدة مستديرة تشكل بداية مسار للحوار الداخلي مضبوط من حيث منهجيته ومواضيعه وجدولته الزمنية”. بنشماش قال في بلاغ الإعلان عن المبادرة، إنه يتمنى أن “يكون الحوار مثمرا وبناء، ومحققا لغاية المصالحة ورأب الصدع، وتضميد الجروح التي أصابت حزبه، علاوة على البحث في سبل تقوية مناعة المؤسسة الحزبية وضمان عدم تكرار ما لحق بها وبقوانينها وقيمها من أضرار وما عشناه، طيلة شهور، من تشتيت للجهود وهدر للطاقات”. وأكد بنشماش أن “حزبه يمر اليوم بمرحلة دقيقة يوجد فيها على مفترق طريقين لا ثالث لهما، موضحا أن مخاطر الانهيار تحدق به”، مضيفا أن “في الأفق بشائر انبعاث جديد وما يفتحه من إمكانات محتملة ومطلوبة لإعادة تأهيل مشروعنا السياسي تتراءى له”. وأشار قائد حزب الجرار إلى أن “وحده قرار مناضلي الحزب من سيحدد أي الطريقين نسلك، طريق الانهيار أو طريق الانبعاث”. وأعرب بنشماش عن تفاؤله بشأن المائدة المستديرة موضوع هذه المبادرة، معتبرا إياها بمثابة “مبادرة الفرصة الأخيرة”، مشددا على أنها “تشكل نقطة بدء مسار لحوار داخلي، تحدد المائدة المذكورة منهجيته، ونطاقه، ومساره، وبرمجته الزمنية، على أمل أن يفضي الحوار الداخلي إلى بلورة مشروع مبادرة تعد بمثابة ميثاق يتوجه على أرضيته، بنفس وحدوي، نحو المؤتمر الوطني الرابع. ورأى بنشماش أن طريق الانهيار سهل، قائلا “إذ يكفي إبقاء حال التنازع على ما هو عليه، وأن نستمر في تشتيت جهودنا، وأن نمنح، قصدا أو عن غير قصد، لكل من يريد من القوى المعادية لمشروعنا المجتمعي ولقيمنا المؤسسة، فرصة التأثير السلبي على الحياة الداخلية لحزبنا، ودفعنا، سرا وعلانية، بالفعل أو برد الفعل، إلى مزيد من التنازع والانقسام، لنصل في النهاية جميعا، إلى بوابة الانهيار”.