أعلن حكيم بنشماش الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة” عن مبادرة جديدة لحل الأزمة التي يعيشها “البام”. وقال بنشماش إن “البام” يمر بمرحلة دقيقة يوجد فيها على مفترق طريقين لا ثالث لهما، إذ تحدق به مخاطر الانهيار وما يترتب عن ذلك من تقويض وتفكيك المشروع السياسي للحزب ، كما تتراءى له في الأفق بشائر انبعاث جديد وما يفتحه من إمكانات محتملة ومطلوبة لإعادة تأهيل مشروعه السياسي.
وأوضح بنشماش، أن طريق الانهيار سهل، “إذ يكفي إبقاء حال التنازع على ما هو عليه، وأن يتم الاستمرار في تشتيت الجهود ، وأن يمنح بقصد، أو دون قصد لكل من يريد من القوى المعادية لمشروع “البام” المجتمعي ولقيمه المؤسسة، فرصة التأثير السلبي على حياته الداخلية، ودفعه سرا وعلانية، بالفعل أو برد الفعل، إلى مزيد من التنازع والانقسام، ليصل في النهاية إلى بوابة الانهيار، حيث يكون آنذاك قد فقد داعي وجوده وهويته، وأخل بما ينتظره المجتمع منه من أدوار، وعجز عن أداء وظائفه الدستورية والسياسية، وتحول إلى رقم عقيم وعلة زائدة، ومكمل لا لون له، في مشهد سياسي لا تتمايز فيه المشاريع المجتمعية والاختيارات السياسية الأساسية”. أما طريق الانبعاث بحسب بنمشاش، “فإنه ليس بعيد المنال إن كان السبيل إليه، في الأمد المنظور، يتطلب من الجميع ، بذل مجهود مضاعف وشاق لعلاج ما لحق بالحزب من أعطاب وانحرافات، ولا وسيلة لسلك هذا السبيل، غير الحوار الداخلي، والإنصات المتبادل، ونبذ الأحكام المسبقة، والحلول الجاهزة، والانطلاق من المشترك الذي يتقاسمه جميعا، مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، بعيدا عن لغة الغالب والمغلوب، وحسابات المنتصر والمنهزم، من أجل المصلحة العليا لحزبنا ووطنا”. ودعا بنشماش إلى تنظيم مائدة مستديرة تشكل بداية مسار للحوار الداخلي مضبوط من حيث منهجيته ومواضيعه وجدولته الزمنية، حوار من أجل رأب الصدع، وتضميد الجروح التي أصابت الحزب ، والبحث في سبل تقوية مناعة المؤسسة الحزبية وضمان عدم تكرار ما لحق بها وبقوانينها وقيمها من أضرار وما عاشه، طيلة شهور، من تشتيت للجهود وهدر للطاقات. ووجه بنشماش دعوة إلى أعضاء المكتب السياسي والفدرالي ورئاسة وسكرتارية المجلس الوطني للحزب، ورئاسة الهيئة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب، والنواب والمستشارين المنتخبين باسم الحزب، المتحملين لمسؤوليات في مختلف أجهزة مجلسي البرلمان( رئيسا الفريقين ورؤساء اللجان الدائمة وممثلي الحزب في مكتبي مجلسي البرلمان)، و الأمناء العامين السابقين للحزب الأوفياء لمنطلقات وقيم تأسيسه، للمشاركة الوازنة في هذه المائدة، أجل تيسير أشغالها وضمان نجاحها. وأكد بنشماش أن هذه المبادرة هي فرصة أخيرة لبدء مسار حوار داخلي تحدد المائدة المذكورة منهجيته، ونطاقه، ومساره، وبرمجته الزمنية. وعبر بنشماش عن أمله في أن يفضي هذا الحوار الداخلي إلى بلورة مشروع مبادرة هي بمثابة ميثاق بنفس وحدوي، يتم التوجه به نحو المؤتمر الوطني الرابع للحزب، والابتعاد عن منطق التسويات المرفوض الذي أوصل الحزب لما هو فيه. وكان معارضو بنشماش في “تيار المستقبل” قد أعلنوا في وقت سابق عن تاريخ المؤتمر الوطني الذي سيعقدونه، وتم تحديده في 13 و14 و15 دجنبر 2019، كموعد رسمي ونهائي لتنظيم المؤتمر الوطني الرابع لحزب “الأصالة والمعاصرة”. من جهته، قال عبد اللطيف وهبي إن تيار المستقبل غير معني بمبادرة بنشماش، التي لا تعنيه في شيء. وأضاف وهبي في تصريح ل “لكم”، “كيف يعقل لبنشماش الذي جمد عضوية العديد منا في المكتب السياسي، أن يدعونا للحوار؟، ومن سيشرف على الحوار؟ هل هم الأمناء العامون السابقون للحزب الذين وصف البعض منهم تيار المستقبل بالانقلابيين؟ إذن مع من سنتحاور؟.” وأكد وهبي أن تيار المستقبل سيتوجه نحو تنظيم المؤتمر الوطني “للبام” في التوقيت الذي حدده، ولن يبالي بدعوة بنشماش الذي لا يمارس سوى الازدواجية.