خلَّف الإعلان عن تأسيس حزب “الحب العالمي”، الذي يتزعمه أستاذ الفلسفة عبد الكريم سفير، رئيس الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، والذي تناقله عدد من الصفحات والمواقع، موجة من السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي، مما دفع العديد من النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، إلى التفاعل مع تأسيس حزب “الحب العالمي”، فهناك من اعتبر أن "هذا الحزب إضافة نوعية للمشهد السياسي المغربي، في ظل اتضاح الوجه الحقيقي للأحزاب الموجودة في الساحة"، في المقابل اعتبر بعض النشطاء أن "تأسيس هذا الحزب يأتي في ظل سياسة تمييع المشهد الحزبي، والعبث الذي تعيشه الساحة السياسية". وللإجابة على عدد من الأسئلة حول دوافع تأسيس الحزب، وماهي خلفية تسميته ب”حزب الحب العالمي”، بالإضافة إلى مجموعة من التساؤلات الأخرى، حاور “الأول” أحد مؤسسي الحزب أستاذ الفلسفة عبد الكريم سفير فجاءت إجاباته كالتالي:
*ماهي الإضافة التي تعتقدون أن حزب “الحب العالمي” سيقدمها للمغاربة؟ * الإضافة التي يمكن أن يقدمها الحزب للمغاربة، هو أنه حزب ينأى بنفسه عن الصراعات الإيديولوجية بين اليسار واليمين، فهو حزب يسع جميع المغاربة، ينشد الحب كمفهوم كوني عالمي ولا يؤمن بالإديولوجية. إننا من خلال حزبنا نؤسس لهوية جديدة أساسها الحب والخير والعطاء وتغليب المصلحة العامة، وهي بعيدة عن المصلحة الخاصة والضيقة. * ماهي المواعيد المقبلة لحزبكم والخطوات المستقبلية التي ستتخذونها، وهل ستشاركون في الانتخابات؟ * بعد تكوين اللجنة التحضيرية الوطنية سننكب على إعداد الورقة المرجعية التي تشرح فلسفة الحزب، والقانون الداخلي بالإضافة إلى البرنامج العام للحزب. أما فيما يتعلق بالمؤتمر فهو المرحلة التي ستلي الخطوات الإعدادية التي ذكرتها حيث لم نحدد له موعداً بعد، وليست لدينا أجندة محددة لعقده تجنباً للاستعجال. كما أننا من ناحية أخرى نشجع الشباب خصوصاً، على المشاركة السياسية في تدبير الشأن العام، في ظل العزوف القاتل الذي نشهده ونسعى إلى استقطاب كفاءات وطاقات شابة لم تجد نفسها في المشهد الجزبي الحالي، مع العلم أن الحزب حالياً أغلب أعضائه تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و50 سنة. * (مفاطعا)، ولكن الناس باغية الخدمة ماشي الحب؟ * بالحب باش غادي تجي الخدمة.. وهذا التساؤل مفهوم ونحن كنا نتوقع ذلك وعلى دراية بأنه سيطرح هذا النقاش، وهو بسبب مفهوم الحب، فهناك ما نسميه بالتمثلاث السلبية المجتمعية لهذا المفهوم وأغلب التعليقات تحصره في الجانب العاطفي والذي نعتبره شخصي ولا دخل لنا به، لكن ما نحن بصدده هو الحب السياسي، حب الوطن والأرض والعمل والمصلحة العامة، فلو كان المسؤول يحب وطنه وشعبه وعمله لأوجد العمل للمواطنين. بالنسبة لنا سبب المشاكل وسط المجتمع هو غياب الحب، وهذا أصل الداء، فعندما نجد مسؤولاً أو وزيراً لا يحب عمله يضيع الوطن. *أين تصنفون حزبكم وسط المشهد السياسي المغربي؟ * نحن حزب كوني عالمي، يسع الجميع لدينا فلسفتنا المبنية على مفهوم “الحب”، والمعتمدة على الفلسفة الإيكولوجية، وحب البيئة والأرض والطبيعة، وذلك لضمان توازن بين حب الإنسان وحب البيئة، للوقوف في وجه التطرف والكراهية والإرهاب الذي يغزو العالم، ونطمح لينطلق تعبيرنا السياسي من المغرب نحو الكون والعالم. *ما موقف حزبكم من التجربة الحكومية الحالية؟ * لن أتسرع وأعطي موقفاً جاهزاً بحكم أن الحزب لا يزال في ولادته ويجب أن ننتظر استكمال هياكله التنظيمية، ولكن بشكل عام نحن مثل أغلب المغاربة غير راضون عن الحكومة وإلا لما قمنا بهذه المبادرة. *ما هو تعليقك على الكمية الكبيرة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي التي لقيها إسم حزبكم؟ كما قلت.. كنا نتوقع ردود الأفعال من هذا القبيل، نظراً للتمثلاث المجتمعية السلبية حول مفهوم الحب، وإذا كان هذا النقاش سيعيد المغاربة الذين طلقوا السياسة مند مدة، إلى نقاشها فنحن سعداء بذلك. وسنعمل في المستقبل عندما تتوفر أمامنا الوسائط التواصلية الممكنة على شرح فلسفتنا للمواطنين والمواطنات، ليعلموا أن الحب كقيمة مهمة لتطور المجتمعات والكون.