استنفرت التوجيهات الملكية الواردة ضمن خطاب عيد العرش الأخير، في شقها المتعلق بتكليف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، برفع مقترحات أسماء لتجديد مناصب المسؤولية الحكومية والإدارية بكفاءات وطنية عالية المستوى، الأحزاب السياسية التي دخلت في سباق محموم بغرض استقطاب أطر وكفاءات تستجيب لتطلعات المرحلة المقبلة وتكون بحجم رهاناتها. وإذا كانت بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي سارعت إلى استقطاب نخب جديدة من خارج تنظيماتها، فإن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شرع في تنزيل الرؤية الملكية، عبر إطلاقه عملية تنقيب داخلية عن “بروفيلات” قادرة على تقوية حظوظ “الوردة” في الحصول على مزيد من الحقائب الوزارية في التشكيلة الحكومية المرتقب الإعلان عنها بعد الدخول السياسي المقبل. من أجل ذلك، وجَّه ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي مراسلة داخلية إلى أعضاء المجلس الوطني، طالبهم فيها باقتراح اسم واحد من الكفاءات الحزبية ذات الاستحقاق في المحيط الترابي لكل عضو في المجلس الوطني أو في القطاعات والمجالات العلمية والمهنية التي لهم دراية بها. كما طالبهم بإرفاق لائحة مقترحاتهم بسيرة ذاتية تتضمن المعلومات الشخصية والعلمية المفصلة التي تخص الأسماء التي سيقع عليها الاختيار، وذلك، يقول لشكر، في مراسلته التي حصل “الأول” على نسخة منها، في أفق تشكيل بنك للمعطيات، يتضمن المعلومات الازمة حول الطاقات والكفاءات الحزبية في مختلف المجالات والتخصصات، قصد اعتمادها عند الضرورة. وكانت مصادر من الأغلبية الحكومية قد أفادت في تصريح لموقع “الأول”، بأن مكونات الأغلبية الحكومية لم تشرع بعدُ في مناقشة التعديل الحكومي والتفاصيل المحيطة به، مبرزة أن قائد الائتلاف الحكومي أبلغ حلفائه بأن الاجتماعات ستنطلق ابتداء من يوم الثلاثاء 20 غشت الجاري.