تسببت الخرجة الأخيرة للمعتقل ناصر الزفزافي، قائد “حراك الريف”، التي أعلن فيها رفضه لبعض المبادرات التي تجري من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء أزمة احتجاجات “حراك الريف”، ووصفه لأصحابها ب”رجال الإطفاء”، (تسببت) في إنقسام مواقف المعتقلين على خلفية “حراك الريف”. وكشفت مصادر جد مطلعة ل”الأول”، أن المبادرة التي يقصدها الزفزافي هي التي يقودها علي بنمزيان المعروف ب”أبو علي” اليساري المنتمي لحزب النهج الديمقراطي بالحسيمة إلى جانب عدد من الوجوه المحلية المنتمية لليسار وللجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى المكي الحنودي الاتحادي السابق. وقد قامت هذه اللجنة بعقد سلسلة من اللقاءات أبرزها اجتماعها بأحمد شوقي بنيوب المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، وأمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان. ونتج عن هذا الإنقسام خروج جناح من المعتقلين الذين انتقدوا ما صرح به ناصر الزفزافي، وهم المعتقلون بسجن طنجة، وحسب مصادرنا، فالأمر يتعلق بكل من أشرف اليخلوفي، ومحمد جلول ومحمد المجاوي، وشاكر المخروط، وصلاح لشخم، بالإضافة إلى محمد الأصريحي بدرجة أقل. ولم يكن الزفزافي وحده من أعلن عن رفضه لهذه المبادرة بل التحق به رفيقيه في سجن “رأس الما” بفاس ، نبيل أحمجيق ومحمد الحاكي. وتقول مصادرنا أن خلاف الزفزافي مع أبو علي منسق اللجنة التي تأسست مؤخراً من أجل إطلاق سراح المعتقلين، يعود إلى اللحظات الأولى لإنطلاق “الحراك” بالحسيمة بعد تبادل الإتهامات فيما بينهم ورفض الزفزافي لإلتحاقه بالحراك والإحتجاجات بعد أن رفض ما كان يصفه ب”هيمنة التنظيمات السياسية”، حيث انتشرت أنذاك تصريحات وتصريحات مضادة بين الناشطين فيها اتهامات وملاسنات. ومن بين الملاسنات التي انتشرت في تلك المرحلة عندما توجه أبو علي إلى الزفزافي قائلاً: "يبدو لي أنك من الذين ينساقون وراء كل تجمع، بصرف النظر عن المنظومة المرجعية التي يتبناها سواء كانت مخزنية أو معارضة، فالمهم عندك خدمة قضية ليست لك الشجاعة الكافية للبوح بها ألا وهي خدمة أجندة حزب سياسي مندس كاد أن يفقد مصداقيته على ضوء هذا الحدث فتم توظيفك لإنعاش دمائه أملا في الإبقاء على الريادة بهذه المنطقة". واسترسل مزيان في مواجهته للزفزافي "فمرة أخرى أذكرك، أني أستقرئ الحدث حسب قناعتي، وحسب ما آل إليه قصارى جهدي الفكري دون تحريف أو تأويل فاسد حتى لا أقايض قناعاتي النضالية بما هو بخس أو غير مشروع يصاحبني إثره الندم طيلة حياتي". أما الزفزافي فقد كان قد اتهم أبو علي ب"أنه مجرد عميل وجاسوس لأحد الأحزاب السياسية"، متسائلا "من أعطى له الحق ليطلق اسم 28 أكتوبر على هذا الحراك الذي هو عنوان حراك الجماهير الشعبية لانتصار الريف على السياسة المخزنية". وقال الزفزافي عن أبو علي "إنهم يريدون نسف مصداقية الحراك، الذي وضعت فينا الثقة لتسييره.. أقسم بالله أن أفضحهم واحدا واحداً حتى يعرف من هؤلاء الذين يسعون إلى التشويش ويرغبون في تقاضي أجور كما تقاضوها من قبل". لكن يبدو أن باقي المعتقلين، حسب مصادرنا، رفضوا الإنجرار وراء هذا الصراع معتبرين أن أي مبادرة في اتجاه الإنفراج هي مقبولة ولو جاءت من أبو علي نفسه الذي واجه الزفزافي في بداية الحراك واختلف معه، وهو ما نقله مجموعة من النشطاء عن المعتقل بسجن طنجة أشرف اليخلوفي الذي قال في رسالة نسبت إليه “في سياق مايتم تداوله هذه الأيام عبر وسائط الإتصال الإجتماعي حول لجنة إقليمالحسيمة التي تضم مجموعة من الفاعلين المدنيين و حقوقيين من أبناء جلدتنا، و اللغط الذي أثارته مبادرتها، في البداية أود أن أحيي كل المبادرات الجادة التي تسعى لإيجاد مخرج لملف (حراك الريف) و إطلاق سراح كافة المعتقلين و إلغاء متابعات في حق إخواننا النشطاء في الشتات، كما أود أيضا أن أدعو الجميع إلى عدم إصدار أحكام متسرعة و جاهزة عامة قد تسيء إلى من تحركه نوايا صادقة في هذا الإطار.. و أدعو أيضا كافة إخواني النشطاء و المعتقلين إلى تغليب منطق الحكمة والرصانة و العمل في مايخدم توحيد الصف.. وأختم في الأخير بمقولة فولتير الشهيرة : قد أخالفك الرأي و لكنني مستعد للموت من أجل حقك في الدفاع عن رأيك”.