هي ليلة صاخبة عاشها شارع محمد الخامس والأزقة المجاورة له بالرباط، ليلة السبت، إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، بعد أن تدخلت قوات الأمن بقوة وباستعمال خراطيم المياه، والكلاب البوليسية لفض اعتصام الأساتذة المتعاقدين أمام البرلمان. ولم تستطع حشود المتعاقدين التي قدرت بعشرات الألاف، والتي ظلت مرابطة بشارع محمد الخامس، إلا حدود الساعة الخامسة صباحا، تصدح بشعارات رافضة للتعاقد وتدين السياسات التعليمية لحكومة سعد الدين العثماني، الوقوف في وجه الألاف من رجال الأمن الذين كانوا عازمين على اخلاء الشارع حتى أخر متظاهر. وطاردت قوات الأمن المتظاهرين في الأزقة والشارع الرئيسي المقابل لمقر البرلمان، حيث أصيب العشرات من الأساتذة التعاقدين بإصابات مختلفة، حيث استمرت المطاردة حتى السادسة صباحا ليعود الوضع للهدوء. وحسب مصادر من داخل “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، فإن “ماحصل من تعنيف للمتظاهرين ليلة أمس هو مس بالحق في التظاهر السلمي، وأن ذلك لن يثنيهم عن المشاركة اليوم الأحد في المسيرة التي دعا إليها الإئتلاف الوطني من أجل الدفاع عن مجانية التعليم بالرباط”. ذات المصادر أكدت أن “المئات من المصابين من الأساتذة المتعاقدين تم نقلهم إلى المستشفيات، مابين كسور وجروح، فيما لم يسجل هناك اعتقالات”. وصف ربيع الكرعي، عضو “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، في تصريح ل”الأول”، تدخل القوات الأمنية لفض إعتصامهم أمام البرلمان، ب”القمعي والهمجي والبربري، حيث يداس فيه الأساتذة والأستاذات بسيارات الأمن، ودراجاتهم النارية، وتسلط عليهم خراطيم المياه، والكلاب، بدون مبالات”. وتابع عضو لجنة الإعلام في “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، ” نحمل وزارة الداخلية مسؤولية ماوقع، ونقول أن هذه الحكومة المحكومة، عوض أن تلجأ للحوار تلجأ لمنطق الهراوات والقمع والتجبر على من خرج من أبناء هذا الشعب يطالب بحقوقه”.