أحرز البرتغالي كريستيانو رونالدو لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للمرة الخامسة في مسيرته والرابعة مع ناديه الحالي ريال مدريد الاسباني، الا ان اختياره توقيت طرح شكوك حول مستقبله، بدا بمثابة تصويب على إدارة النادي ورئيسه فلورنتينو بيريز. وتوج ريال مساء السبت بلقبه الثالث تواليا في المسابقة القارية الأهم بفوزه على ليفربول الانجليزي 3-1، وهو اللقب الثالث عشر في تاريخ النادي حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب المسابقة. وساهم رونالدو بشكل أساسي في أربعة من هذه الألقاب، علما انه أحرز اللقب أيضا عام 2008 مع ناديه السابق مانشستر يونايتد الانجليزي. إلا أن النجم الدولي البرتغالي (33 عاما) فاجأ الجميع بتصريحات بعد المباراة، ألمح فيها إلى أنه سيعلن في الأيام المقبلة قرارا بشأن مستقبله مع النادي الذي يدافع عن ألوانه منذ صيف العام 2009. وقال أفضل لاعب في العالم خمس مرات "كان الأمر جيدا اللعب في صفوف ريال مدريد"، مضيفا سأتحدث في الايام القادمة لكي أعطي جوابا لأنصار الفريق" الذين شدد على انهم كانوا "دائما الى جانبي"، من دون ان يتطرق بأي شكل من الأشكال إلى رئيس النادي بيريز أو الادارة. ويخوض اللاعب البرتغالي وممثلوه منذ أشهر في مفاوضات مع إدارة النادي حول تجديد عقده. وبحسب التقارير الصحافية، يسعى رونالدو إلى زيادة راتبه السنوي بشكل يجعل منه أعلى لاعب أجرا في كرة القدم، ويتيح له التفوق على غريمه الأرجنتيني في برشلونة ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار الذي أصبح في صيف 2017 أغلى لاعب في العالم، بانتقاله من برشلونة الى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 222 مليون أورو. إلا أن التقارير نفسها تشير إلى أن بيريز لا يحبذ التجاوب مع مطالب رونالدو بالكامل، علما أن اللاعب ألمح أكثر من مرة إلى أن علاقته مع رئيس النادي ليست في أفضل حال. وبدا أن تصريحات رونالدو لم تلق استحسان بيريز الذي كان حاضرا في الملعب الأولمبي في كييف السبت لمتابعة تتويج فريقه باللقب الأغلى، الثالث له تحت إشراف المدرب الفرنسي زين الدين زيدان. وكان هذا اللقب الخامس لريال في عهد بيريز، رجل الأعمال الثري الذي تولى رئاسة النادي على مرحلتين (2000-2006، ومنذ 2009 حتى الآن). وقال بيريز ردا على سؤال السبت عن احتمال رحيل رونالدو عن النادي "لا تسألوني عن هذه الأمور في يوم احتفالنا بلقب دوري أبطال أوروبا". أضاف "للجميع الحق بالتكلم لكن هنا الأهم هو النادي، اننا نحتفل باللقب. كريستيانو كان سعيدا، هو سعيد وسيبقى سعيدا. هو مرتبط بعقد"، مبديا "سعادتي" بأن البرتغالي بات يحمل "مثلي" خمسة ألقاب في دوري الأبطال. وشكلت تصريحات رونالدو مادة دسمة للصحافيين في المباراة التي شهدت أكثر من حدث لافت، مثل إصابة المصري محمد صلاح نجم ليفربول بعد احتكاك مع قائد ريال سيرخيو راموس، ودخول الويلزي غاريث بايل كبديل قبل نصف ساعة على نهاية المباراة عندما كان التعادل 1-1 سيد الموقف، وتسجيله هدفين ضمنا لفريقه اللقب. وكان الهدف الثاني لريال من ضربة مقصية خلفية رائعة لبايل، أجمع المعلقون على اعتبارها من الأجمل في تاريخ دوري الأبطال. واللافت ان بايل، وقبل دقائق من تصريحات رونالدو، ألمح أيضا الى احتمال رحيله عن النادي، في ظل رغبته بتمضية وقت أطول على أرض الملعب، بدلا من البقاء احتياطيا لفترات طويلة كما هي الحال في إشراف زيدان. وفضل زيدان الذي بات أول مدرب في تاريخ المسابقة القارية يحرز اللقب ثلاث مرات تواليا، عدم التعليق على ما أدلى به رونالدو. وقال "أنا لا أفكر بذلك (…) أفكر بما نقوم به حاليا، بالمباراة، بما حققناه. في ما يتعلق بكريستيانو، سنرى لاحقا. عليه ان يبقى". وأشارت التقارير الصحافية الاسبانية الأحد الى ان لاعبي ريال أبدوا أيضا امتعاضهم من توقيت إدلاء رونالدو بتصريحاته، والذي اعتبروا انه يحول الاهتمام عن الانجاز الذي حققوه. وأوردت الصحف ان راموس لم يخف رأيه لدى عودة اللاعبين الى غرف الملابس. وقال راموس بعد المباراة ان رونالدو "مفتاح بالنسبة إلينا (…) ولا يمكنه ان يكون في مكان أفضل"، مضيفا "في حال وجود أمر ما، عليه ان يوضحه". ولم يقدم رونالدو في مباراة السبت الأداء اللافت الذي قدمه في المراحل الاقصائية في دوري الأبطال هذا الموسم، والذي سجل خلاله 15 هدفا. واكتفى البرتغالي أمس برؤية بايل يسجل مرتين، علما ان الفرنسي كريم بنزيمة افتتح التسجيل بعد هفوة لحارس ليفربول الألماني لوريس كاريوس. وردا على سؤال عن عدم تسجيله، علما انه الهداف التاريخي لدوري الأبطال مع 121 هدفا (منها هدف في الدور التمهيدي)، رد البرتغالي "من هو هداف دوري أبطال اوروبا مرة جديدة؟ اعتقد بان مسابقة دوري الابطال يجب ان تغير اسمها وتصبح دوري أبطال +سي ار 7+" في اشارة الى اول حرفين من اسمه ورقم قميصه. أضاف "لقد احرزت اللقب القاري خمس مرات، وانا أفضل هداف، لا استطيع أن أكون حزينا هذا المساء". وقللت صحيفة "ماركا" المدريدية من شأن ما أدلى به رونالدو. وكتبت "اذا تعلم رونالدو أمرا ما خلال أعوامه في مدريد، فهو ان الحزن، كما الغبطة، يستمر أسبوعا في هذا النادي. في الأسبوع الذي يلي، يعود النادي للمنافسة والقتال مجددا للفوز (…) لنرى الى أين سيذهب رونالدو ليفوز بعدد مماثل من الألقاب في دوري الأبطال كما فعل في ريال مدريد".