عزز ريال مدريد الاسباني رقمه القياسي وأحرز لقبه الحادي عشر «اون ديسيما» في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، على حساب جاره ومواطنه المنحوس أتليتيكو مدريد للمرة الثانية في ثلاث سنوات، بضربات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي مساء أول أمس السبت على ملعب «سان سيرو» في ميلانو وأمام 75 الف متفرج. وكرس المدافع سيرخيو راموس نفسه عقدة تاريخية لأتليتيكو عندما سجل هدف الافتتاح ثم ساهم بآخر في ضربات الترجيح. قبل سنتين على ملعب النور في لشبونة، كان أتليتيكو مدريد في طريقه إلى التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعدما تقدم بهدف مدافعه الاوروغوياني دييغو غودين منذ الدقيقة 36 حتى الأخيرة، عندما رد قائد الملكي قطب دفاعه راموس هدف التعادل، فارضا اللجوء إلى التمديد حيث كانت الكلمة الأخيرة لريال مدريد الذي سجل ثلاثية عبر الويلزي غاريث بايل والبرازيلي مارسيلو ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو من ضربة جزاء. مرة جديدة كرر راموس المشهد التاريخي، وساهم بشكل رئيس بتعزيز الفريق الأبيض رقمه القياسي بعدد مرات إحراز اللقب، ليوسع الفارق مع ميلان الايطالي ابرز مطارديه إلى 4 ألقاب، في مباراة شهدت إهدار مهاجم أتليتيكو الفرنسي انطوان غريزمان ضربة جزاء مطلع الشوط الثاني. ونجح ريال مدريد بتعويض حلوله وصيفا في الليغا أمام غريمه برشلونة، وخروجه من مسابقة كأس الملك المحلية مبكرا بخطأ إداري، فيما أنهى أتليتيكو مدريد موسمه في المركز الثالث، وخرج من ربع النهائي لمسابقة الكأس وحل وصيفا في المسابقة القارية العريقة. وبرغم فوز ريال مرة وحيدة في اخر 11 مواجهة مع أتليتيكو منذ المباراة النهائية لنسخة 2014 مقابل 5 هزائم و4 تعادلات، الا ان ريال اثبت تفوقه القاري للموسم الثالث على التوالي، اذ كان فوزه الوحيد في اياب الدور ربع النهائي للمسابقة القارية العريقة الموسم الماضي 1-صفر بعدما تعادل معه 1-1 ذهابا. وبقي اللقب اسبانيا للعام الثالث على التوالي بعدما توج به برشلونة العام الماضي كما انها المرة الثالثة في تاريخ المسابقة التي تواجه فيها فريقان مرتين في المباراة النهائية، بعد ليفربول الانكليزي-ميلان الايطالي (فاز الأول في 2005 والثاني في 2007) وبرشلونة-مانشستر يونايتد الانكليزي (فاز الأول 2-صفر عام 2009 3-1 عام 2011). في المقابل، فشل أتليتيكو باضافة دوري الأبطال إلى لقبيه في مسابقة الدوري الاوروبي «يوروبا ليغ» عامي 2010 و2012، وخسر للمرة الثالثة في النهائي بعد الأولى عام 1974 أمام بايرن ميونيخ الالماني. واثبت الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال الجديد حظه الطيب مع هذه المسابقة، فبعد ان احرزها لاعبا ومدربا مساعدا، توج بها لاول مرة في مشواره التدريبي اليافع والذي استهله هذا العام بالذات عندما لجأ رئيس النادي فلورنتينو بيريز إلى خدماته لتعويض رافايل بينيتيز الذي اقيل من منصبه. وأصبح زيدان سابع شخص يحصد لقب المسابقة لاعبا ومدربا بعد الاسباني ميغيل مونيوز والايطالي جوفاني تراباتوني والهولندي يوهان كرويف والايطالي الاخر كارلو انشيلوتي والهولندي الاخر فرانك رايكارد والاسباني بيب غوارديولا. وكان زيزو توج بطلا لدوري أبطال أوروبا لاعبا في صفوف ريال مدريد بالذات عام 2002 في مباراة سجل فيها هدفا رائعا حسم اللعب في مصلحة فريقه ضد باير ليفركوزن 2-1. وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي لجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح، فافتتح لوكاس فاسكيز التسجيل لريال، لكن أعصاب غريزمان الفولاذية ساعدته على التسجيل هذه المرة خلافا للوقت الأصلي فعادل 1-1. وبعد محاولات ناجحة للظهير البرازيلي مارسيلو، قائد أتليتيكو المخضرم غابي، ثم بايل وساوول (3-3)، منح راموس التقدم لريال قبل ان يسدد خوانفران في القائم الايمن ما فتح الباب أمام رونالدو لتسجيل كرة التتويج 5-3.