قبل أيام من انعقاد دورة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة والتي ستعرف انتخاب أمينا عاما جديدا بدلا عن إلياس العماري، خرجت أصوات رافضة للخرجات الإعلامية ل"مؤسسي" حزب "الجرار"، التي اعتبرت صحوة بعد نوم طويل، كما وصفهم البعض ب" الذين يعرفون من أين تؤكل أكتاف المشروع الحداثي الديمقراطي"، وكذلك بالذي "يغط في النوم طيلة أيام الجد والكدح، ويستل لسانه في ساعات الحسم، لينبهنا بشكل متملق جدا، إلى أن مسلسل البناء الديمقراطي المغربي "فتي ومتعثر أحيانا". حيث خرج سمير أبو القاسم عضو المكتب السياسي للبام، بتدوينة له وصف فيها أن بعض أعضاء "البام" ممن "يغط في النوم طيلة أيام الجد والكدح، ويستل لسانه في ساعات الحسم، لينبهنا بشكل متملق جدا، إلى أن مسلسل البناء الديمقراطي المغربي "فتي ومتعثر أحيانا". ووصف أبو القاسم الوضع بأن "بؤس السياسة انتفض في شهر ماي، لا ليوجه نداء إلى عمال العالم كي يتحدوا، بل ليوجه "المهاجرون" إلى "الأنصار" نداء إثارة انتباه إلى "دقة اللحظة السياسية"، مشيرا إلى المقال الذي كتبه مؤخرا حسن بنعدي أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة والذي يعتبر أحد مؤسسي الحزب، والذي يتناول فيه الجلس الوطني القادم للحزب، والذي يستعرض فيه الخطوط العريضة التي ميزت تأسيس "البام". كما اعتبر عبد المطلب أعميار عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة أنه "عند اقتراب كل استحقاق تنظيمي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، تستفيق بعض المخلوقات المنتسبة بيولوجيا لفصيل ما يسمى " بالمؤسسين"، لتحدثنا ، في كل مرة، عن المشروع التأسيسي للبام، وعن المصالحة والإنصاف،وعن الرهانات المؤجلة، والأعطاب المسجلة..ووووو…وعن ضرورة الاعتناء "بالحكماء". وهاجم أعميار في تدوينة له على فيسبوك، الذين وصفهم بالذين "يعرفون من أين تأكل أكتاف المشروع الحداثي الديمقراطي"، وأضاف في تدوينته "لأنني أتابع الشأن العام منذ سنوات، لم أسمع لهذه الكائنات موقفا يهم حياة المغاربة، في الشغل، والسكن، و التعليم،والصحة،والاسرة، والمعيش اليومي ،بكل تفاصيله الحارقة والمؤلمة.كما لم اقرأ لهم،ولا سمعت صوتهم يجابه معسكرا من المعسكرات المعادية للحداثة والديمقراطية لكي يدعوا الانتساب للصف التقدمي ، أو حتى لينحازوا لخيارات المصالحة ولآفاقها السياسية". وستشهد الأيام القادمة نقاشا داخليا واسعا بين توجهات مختلفة داخل الأصالة والمعاصرة، خصوصا بين "المؤسسين" وبين التيار الذي يعتبر نفسه تقدميا والذي يتشكل أغلبه من بعض المحسوبين على اليسار و"اليسار الجذري"، خصوصا بعد استقالة إلياس العماري من الأمانة العامة في مرحلة سياسية شهدت "زلزالا"، عصف بالعديد من المسؤولين السياسيين والإداريين في مختلف القطاعات، وكذلك ما عرفته منطقة الحسيمة ونواحيها وورود إسم العماري كأحد المسؤولين على ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة". وكان حسن بنعدي أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، قد وجه نداء لأنصار الحزب جاء فيه، "إن التطورات المحتمل أن تعرفها هذه الهيئة السياسية التي تحتل موقعا هاما في الرقعة السياسية لا بد أن تكون لها آثار دالة على المشهد الحزبي برمته، وبالتالي على مسلسل البناء الديمقراطي المغربي الفتي والمتعثر أحيانا. إن الهدف من هذا النداء هو إثارة الانتباه إلى ضرورة الاهتمام في هذه اللحظة الدقيقة بما هو أهم مما يشغل حاليا معظم الفاعلين والمعلقين على حد سواء، الذين يولون العناية إلى ما يفتعل في الكواليس من مشاورات وتموقعات تعبر كلها عن الطموحات الفردية والحسابات الضيقة، بعيدا عما هو أساسي وحيوي. ولكي نقف على ذلك، لا بد أن نستحضر منطلقات مشروع الأصالة والمعاصرة، والتأكيد مجددا على القناعات المشتركة التي حركت المؤسسين المبادرين وتجاوبت معها الآلاف من المواطنات والمواطنين الذين كانت تغص بهم قاعات التجمعات الأولى التي عقدتها حركة لكل الديمقراطيين انطلاقا من يناير 2008..". كما نشر علي بلحاج أحد المؤسسين للبام، وهضو المكتب السياسي الحالي، تدوينة جاء فيها، " لم نعد نفهم أي شيء. حزب الأصالة والمعاصرة "البام" يمر بمرحلة صعبة جدا. لقد ابتعد عن مشروعه الأول الأصلي، ولا سيما تخليه عن القيم التي كانت تشكل خصوصيته. وفي الوقت الذي ظهر أن الأمل من الممكن أن يولد، مجددا، من خلال إمكانية طي الصفحة، توحي الإشاعات المستمرة بالأسوأ.. في الزمن الذي تلى استقالة الأمين العام الحالي، إلياس العماري، نشهد بروز اتجاه لانتخاب أمين عام جديد بشكل متسرع. إنها مناورة جديدة لوضع اليد مجددا على الحزب.. علينا أن نأخذ وقتنا من أجل العودة إلى الجهات.. علينا أن نأخذ وقتنا من أجل استشارة كل من ساهم، من قريب أو من بعيد، في دعم إنشاء هذا الحزب.. علينا أن نأخذ وقتنا للعودة إلى مشروعنا الجماعي. بدل أن ننتخب أمينا عاما جديدا سيكون سجينا لتيار معين، ودمية في يد الأمين العام المستقيل… علينا أن نترك لجنة مؤقتة مكونة من حكماء الحزب تعمل على إعداد مشروع تجديد لمختلف هيئات "البام".