استدعى إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفد الشبيبة الاتحادية الذي شارك في مؤتمر "اليوزي" بألبانيا إلى اجتماع عاجل يوم غد الجمعة، بعد "الفضيحة" التي سجلت على جبين شبيبة عبد الرحيم بوعبيد، حسب وصف مصادر إتحادية، إثر التصويت على التنظيم الطلابي لجبهة "البوليساريو" للحصول على العضوية في "اليوزي"، بدعوى توقيع "صفقة" بين الطرفين من أجل التصويت المتبادل. وأضافت مصادر "الأول" أن لشكر، مباشرة بعد عودته من هولاندا مساء أول أمس،استدعى وفد الشبيبة لمساءلته على مجريات الأحداث التي عرفها مؤتمر "اليوزي" بعد أن أمر بتأجيل الندوة الصحفية التي كان وفد الشبيبة يعتزم عقدها صباح أمس الأربعاء. وعلم موقع "الأول" من مصادر موثوقة، أن وفد الشبيبة الاتحادية إلى مؤتمر ألبانيا، لم يركز جهوده على إقناع المؤتمر بتبني توصية "الحكم الذاتي" بل كان كل همه هو نجاح عضوة الوفد هاجر ماكري في الحصول على منصب نائبة رئيسة المنظمة، وهو ما دفع بوفد الشبيبة الاتحادية وخاصة سفيان خيرات الذي كان متواجدا بصفته عضو شرفيا مدعوا من طرف مكتب المنظمة، إلى تسخير كل طاقاتهم من أجل ضمان نجاح هاجر ماكري بشكل أثار استغراب باقي أعضاء الوفد الاتحادي، وبالأخص عندما انخرط عبد الله الصيباري، الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية، في موجة بكاء أمام أعضاء الوفد من فرط تحمسه لوصول هاجر ماكري إلى منصب نائبة الرئيسة. كما علم موقع "الأول" أن قيادة الوفد ممثلة في الصيباري وبتوجيه من خيرات، كانت تتقرب بشكل غريب من وفد "البوليساريو"، بل وصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الاستجداء من أجل الحصول على دعم "البوليساريو" لمرشحة الاتحاديين، بل إن الصيباري توجه لحظة التصويت إلى رئيس وفد "البوليساريو" حمدي يوسف، وأطلعه على ورقة التصويت، التي تبرز تصويت الوفد الاتحادي عليهم، في محاولة لإبداء "حسن النية"، وهو ما أثار غضب بعض أعضاء الوفد الاتحادي. خاصة وأن الأمر كان متأخرا، إذا كان وفد "البوليساريو" قد أدلى بصوته، وهو ما أدى إلى حصول الوفد الاتحادي، على 42 صوتا مقابل حصول "البوليساريو" على 103 صوت. كما أفادت مصادر "الأول" أن بعض أعضاء الوفد الاتحادي طالبوا بالانسحاب من جلسة التصويت، لكن تم إهمال رأيهم، اعتبارا لكون الوفد كان منقسما إلى قسمين، فئة تحتكر المعلومة وتتقاسمها فيما بينها، وفئة لم تكن تعلم شيئا عما يقع، ولا يسمح لها بالتدخل أو أخذ الكلمة أو إبداء رأيها في الاجتماعات، وعندما كانت تحتج كان يأتيها الجواب من طرف الصيباري رئيس الوفد، بأن هناك تخطيطا "جهنميا" يقوده سيفاجئ الجميع، وما على الجميع إلا الالتزام بما يقوله حتى لا يفسدوا مخططه. وقد عرفت ليلة التصويت تهجم عضو وفد الشبيبة الاتحادية أيوب الهاشمي على رئيسة المنظمة "إيفين إنسر"، في بهو الفندق متهما إياها بالتحيز لصالح البوليساريو، واتخاذ مواقف لصالحه ورفض القيام بأي محاولة للحوار أو تقريب وجهات النظر بين الطرفين طيلة وقائع المؤتمر. يذكر أن وقائع ما سمي "فضيحة ألبانيا" خلفت زلزالا سواء داخل الشبيبة الاتحادية أو الحزب، خاصة بعد مدح جبهة "البوليساريو" لتصويت عضو الوفد مصطفى عماي لصالحهم، وافتخاره بذلك في صورة جالت كل بقاع العالم، وهو ما جعل العديد من الاتحاديين متشبتين بعقد ندوة صحفية من أجل إظهار الحقيقة، بل إن الأمر وصل إلى حد مطالبة العديد من أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الإتحادية، واللجنة المركزية للحزب بإقالة كلا من سفيان خيرات من المكتب السياسي للحزب، وعبد الله الصيباري من منصب الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية، وهو ما جعل الأخيرين يعبران لمقربين منهما، أن الأمر يتعلق بمؤامرة من داخل الحزب تستهدفهما شخصيا ولا علاقة لها بما وقع في ألبانيا.