هل أروي الحكاية؟ مرآة جدراني مهشمة. قلبي يصرخ على موسيقى أجنحة الزمن الرمادي.. أظافر الجارات طويلة، وأرنبة أنفي قصيرة تستنشق رائحة الانتظار.. نظرات متلصصة تغوي كل العابرين.. كيف تشتهيني أيها الأخضر المستبد بي؟ ألم تحرق أنوثتي كي تنطفأ بداخلي ارتعاشات المساءات المقمرة؟ كنت صوتك وكنت جسدي، وما بين الصوت والجسد رغبات روح تتجرع سجن الغياب في الحضور. أي أرض تليق بك كي تجر بلاغة أناي خلف طرقات المستحيل؟ هل تحولت رقصة الخيال إلى صورة مزيفة من عشق عذري يتعذب شوقا لمرارة اللقاء الأخير على جثتي؟ لست أدري لماذا فتحت لك باب الروح قبل باب الجسد الميت. كيف تترنح الآن على شرفة قلبي العارية؟ قناعك السرمدي باب آخر للروائح المعشوشبة فيَّ كي أتقيأ ابتسامات معلبة ملفوفة في ورق للاستهلاك. أي أرض تزحف على حطام حلم فقد قدرته على المشي وسط أشواك صفراء تستبق ربيعي المؤجل. هل أروي حكاية رجل بتر ساق قلبه في معركة الخيانة وعطر واحد لا يكفي كي تكون أنت لا أنا، وأناي سواك.. أتدحرج من قمة الروح إلى أسفل الجسد. لا تقل لي أن الحياة تضاريس للعميان بل قل أرى بنصف العين قرارة نفس تظمأ لرجرجة ماء من عين الأرض. هل انطفأ شعاع الحب في عينيك. هل انطفأتُ وانطفأتْ معها حكاية الأميرة التي تلوح لك من بعيد. اليد نفسها لا تعرف التصفيق لرجل ينام في قلب الصورة كي يقول أنه موجود بلا فعل ولا قول ولا قلب. تذكر أنني كنت أروي حكايتي فقط كي لا تحيى من جديد.