بحزن يخيم علي.. يدحرج قطرات الشموع، يدنو حتى لا تكاد تراه العين ولكي أمسح زجاج الصويكلاص يلزمني أن أرتب فرحي الذي لا يكبر أبدا. أعشق هذه البلدة حد الجنون، وهي تبادلني مجللة بإكاليل الشوك رجفة الابداع وصداع الرأس، تلهبني حماسا، خلقت لكي أعيش فيها وأقاوم رتابة الزمن الموحش وبالحكاية اختارت أن تمد رقبتها للسيوف وللكلام الغاضب أشعر بالغيرة وأنا أقرأ ما يكتب عن المدن والهوامش الأخرى وتكبر في أعماقي فيما اختار البعض الآخر الانزواء والهروب والهجرة لا فرق بيننا إذن، وهنا يكمن بهار الذوق والشجاعة، فيم تخجل فلول التجاعيد..؟ هم الأحبة وأنا العاشق الوحيد لمحبرة الصمت، لمواعيد النسيان مزدحم بشتى الأفكار والنعوت، هم يختلقون المناسبات وأنا لا ملك لي غير كرسي القلب، كأنه بساط من نار .. الانتماء الى البلدة هو الانتماء الى وطن شاسع وضعه الشاعر نزار قباني في حقيبة تضم معجم سائر البلدان والبحور بحجم صور دقيقة متكاملة من أزقة ودروب وهواء متراص ومتلصص لوطن يغسل دم أحزانه بلعق شفاه الغروب..ومصادقة المعاناة لا قوة غير أجنحتي كما يقال..، أعين تحملق بين الكتب والوجوه، تتلمس مرارتها وحدائقها وشظف العيش. أوقفني..وقتا ليس بالقليل، وقال:محملقا..، ثمة طبول تقرع ومشاهد خراب تتكرر وبساتين عنب وتين. عبثا ترمى الاجساد في حاوية الأزبال وتمضي، تحكي.. تحتفي بالتضاد جرحا..؟ هل هو تأقلم مع الجرح أم مع الضد؟ ما عاد يؤلمني بعد الانتفاضة والاطمئنان؟ وإن كان يوما غير عادي في المائة سنة الماضية فهل يمكن أن يتكرر الأمر..؟ فالطيش يسكن الكثير من الرؤوس اليانعة والفشل يتحرك على مرمى حجر لا جدوى من الانتظار أوقفني ظلي وقال لي مريدي.. دعه يغني ويدندن.. يزرع فينا الرعب والخوف يعلمنا كيف يكون الخيال ويعلمنا كيف يسكن التعفن جيب العالم المرقش، كيف يكون العيش بالصمت في الوقت التي يشرع فيه (نينجاx) ) بوابات الحديث في منتصف الليل والحديث قبل الأخير هل ثمة اجماع على المجيء مبكرا.. والرحيل بعيون يتوسدها السهاد لننتظر موعدا ثمة حلم، وحلم.. ما هو الثمن، الذي يمتلكه ولا يمكن أن ينتزعه أحد من يغتال حلمنا بأي أفق .. يفعل ذلك وأخيرا........................... أهيئ فرحي لكي يتطابق مع حزني البارد فحين يتفاقم حزني ويكبر في الجانب الآخر من صدري يفدفد القلب ويرتوي بالانكماش ، ترتعش أطرافي كلما مسني ألم وأشكو فرحي، رأسي بين كفي من أفكار شاسعة وحروب قاتلة لا غنى عنها أدخل جواي، وأفرغ ذاتي العليلة مثقلابكل شيء، أعلن قليلا أنها المرة الاولى التي أقاوم اللهفة شكل الارتواء والامتلاء.. أحسني بوابة للريح...صيد اللؤلؤ والصفاء...