استنكر إسلاميون مغاربة تنظيم مهرجان "موازين" الغنائي الدولي بالرباط خلال شهر مايو المقبل بسبب استضافته لمغنين ومغنيات عالميين يحصلون على أجور مرتفعة. واعترض هؤلاء خاصة على دعوة المغنية الاسترالية الشهيرة "كايلي مينوغ" باعتبار أن تعويضاتها المادية عن الحفلات الغنائية التي تنشطها تكون خيالية، في الوقت الذي يعيش المغرب على إيقاع الأزمة الاقتصادية العالمية، مستنكرين استضافة "كيلوغ" أيضاً بسبب عريها وهي تغني بملابسها الداخلية الفاضحة. في المقابل، ردّ مسؤول فني بالمهرجان على هذه الانتقادات بكون أجر المغنية أقل بكثير مما تحصل عليه في مهرجانات مماثلة، فضلاً عن إبراز المنظمين خصوصيات المغرب كبلد إسلامي محافظ لمثل هؤلاء الضيوف، لكن دون أن يعني هذا إجبارها على الغناء بالحجاب. منكر يجب تغييره ووصف عضو رابطة علماء المغرب بنسالم باهشام استضافة المهرجان لمثل هؤلاء المغنيات اللواتي يركزن على العري والفضائح بأنه "منكر من المناكر المتعددة الموجودة في المغرب"، مضيفاً أنه لابد من تغيير هذا المنكر من خلال المطالبة بمنع تنظيمه. وأكد باهشام أنه لم تعد هناك معايير واضحة وهادفة في تنظيم المهرجانات بالمغرب، مستغرباً كيف سمح المغرب ذو الهوية الإسلامية بتنظيم مهرجان غنائي دولي السنة الماضية استضاف مغنياً ألمانياً كان يؤدي بلا استحياء أغنية بعنوان "الإله أنثى"، وأيضاً تعري مغنٍّ إسباني كاملاً فوق المنصة أمام الجمهور خلال مهرجان موازين العام المنصرم. وزاد الداعية المغربي بالقول إن منظمي هذه المهرجانات يحاولون باسم الفن والسياحة أن يخدروا الأمة كلها خاصة الشباب من أجل تضليلهم وغوايتهم بمهرجانات غنائية لا فائدة منها، بل إن خسائرها كبيرة بسبب الملايين الطائلة من الدراهم التي تصرف عليها من أموال الشعب المغربي. أجور مرتفعة وأزمة عالمية وندّد بدوره الخبير الاقتصادي الدكتور نجيب بوليف بتنظيم مثل هذا المهرجان كونه يكلف الميزانية العمومية مبالغ مالية مرتفعة جداً، ما يؤثر في المالية العمومية، غير أنه يضيف بوليف هناك جماعات محلية وبعض المؤسسات العمومية التي تقوم بتمويله أيضاً. واستغرب النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض في حديث ل"العربية.نت" من استضافة وتنظيم المغرب وهو بلد نامٍ لمهرجان كبير مثل مهرجان موازين ودفع أجور مرتفعة للمغنين والمغنيات الأجانب في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها العالم والمغرب أيضاً. وزاد بوليف قائلاً: "إن استقطاب مجموعة من المغنين العالميين أمثال تلك المغنية الاسترالية يخالف الهوية المغربية من حيث التدبير الغنائي، مضيفاً أن المهرجان لا يؤدي دوراً ثقافياً وفنياً ذا فوائد وثمار، ومن المفروض أن يكون لدى المغرب استراتيجية واضحة في المجال الفني بما فيه تنظيم المهرجانات الغنائية". وقال بوليف: نبهنا في أسئلتنا الموجهة للمسؤولين الحكوميين على هذا الوضع وانتقدنا ما يقوم به هؤلاء القائمون على هذه المهرجانات واختياراتهم في استضافة أسماء غنائية معينة، مضيفاً أنه يتأسف لكون المنظمين يصرون على تلبية نزعاتهم فحسب. لن تغني بالحجاب! أما الباحث والمحلل الاقتصادي ادريس بنعلي فقد أبرز في تصريح مقتضب ل"العربية.نت" أن منظمي المهرجانات الفنية والغنائية بالمغرب عادة ما يركزون أكثر لدى استضافة الفنانين الأجانب وحتى المحليين على عاملين اثنين هما: تحقيق أكبر الأهداف الممكنة من وسائل التواصل من خلال الفن، وأيضاً جلب سياح محتملين من محبي المهرجانات الغنائية خاصة الدولية منها وأيضاً عشاق المغنين والمغنيات العالميات نظراً لشهرتهن والمعجبين بهن، وعدا هذه الاعتبارات الرئيسية يضيف بنعلي لا يفكر منظمو مثل هذه المهرجانات في اعتبارات أخلاقية أو غيرها. ويرد المدير الفني لمهرجان "موازين" عزيز داكي، على انتقادات الإسلاميين لاستضافة المهرجان للمغنية "كايلي مينوغ" بخصوص عريها الفاضح وأجرها العالي بالقول: "لدينا علاقة مباشرة مع مدير أعمالها ما يجعلنا نحصل على خصم نحو 40% من أجرها عكس المهرجانات الأخرى التي شاركت فيها هذه المغنية، ومنها حفل أقامته في دبي حيث يتم التعامل مع وسطاء. وأضاف داكي في حديث ل"العربية.نت" بأن نحو 80% من فضاءات مهرجان "موازين" بالرباط مجانية الولوج، وهذا يُؤخذ بعين الاعتبار في المفاوضات مع المغنية الاسترالية، وبالتالي فأجرها أقل بكثير مما تحصل عليه في أماكن أخرى. واسترسل المسؤول الفني في الرد على موضوع "العري الفضائحي" الذي تتصف به "مينوغ" بالقول "إن المغرب بلد منفتح، لكن هناك حدوداً لا يجب أن يتجاوزها المغنون المستضافون ونحن نشرح لهم هذه الحيثيات". واستدرك داكي قائلاً: طبعاً، لن نطلب منها يقصد المغنية الاسترالية أن تغني وهي تضع الحجاب، غير أننا في المهرجان نوضح لها وللآخرين أن للمغرب تقاليد وخصوصية، مضيفاً أنه "لا داعي لمزايدات بعض الجهات على احترامنا لتقاليد المغرب وهويته وتراثه".