بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، يوم الإثنين، رسائل إلى رؤساء دول وحكومات البلدان الخمسة الدائمة العضوية بمجلس الأمن، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، والبابا بنديكث السادس عشر، والوزير الأول التشيكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي، يناشدهم فيها جلالته التدخل لدى السلطات الإسرائيلية لوقف ما تعتزم السلطات الإسرائيلية القيام به من إجراءات في حق السكان المقدسيين القاطنين بحي البستان. وقد بعث جلالة الملك بهذه الرسائل إلى كل من السادة باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية، وديمتري مدفيديف رئيس فدرالية روسيا، وهو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية وغوردن براون الوزير الأول البريطاني وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، والبابا بنديكث السادس عشر بابا الفاتيكان ، والسيد ميريك توبولانيك الوزير الأول التشيكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي. وقال جلالته في هذه الرسائل "على إثر ما تعتزم السلطات الإسرائيلية القيام به من إجراءات في حق السكان المقدسيين القاطنين بحي البستان، بضاحية سلوان الملاصقة لأسوار الحرم القدسي الشريف، والذي يعود بناؤه إلى فترة ما قبل احتلال إسرائيل للقدس الشرقية، فإني أتوجه إليكم بصفتي ملكا للمغرب، ورئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، مستنكرا هذا التصرف، الذي لا يستند على أي أساس قانوني، ويتعارض مع أحكام القانون الدولي، والاتفاقات المبرمة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية". وأضاف جلالة الملك "كما سبق أن أكدت لكم، في عدة مناسبات، فإن سلطات الاحتلال مطالبة بضرورة المحافظة على الطابع الخاص لهذه المدينة المقدسة، وبصون معالمها الروحية، التي ترمز لتعايش أتباع الأديان التوحيدية السماوية، فضلا عن إلغاء كل المخططات الهادفة لتغيير طبيعتها السكانية والعمرانية". ومما جاء في برقية جلالة الملك أيضا "ونظرا لكون هذه الإجراءات تخل بشكل جسيم بالمجال العمراني العربي في القدس، وتمس بسكينة واستقرار عشرات الأسر الفلسطينية وأبنائهم المعرضين لتهجير قسري، فإنني أناشدكم التدخل لدى الحكومة الإسرائيلية، قصد وقف تنفيذ هذا المخطط غير المقبول بصفة نهائية". وأكد جلالة الملك أن المملكة المغربية، التي تؤمن إيمانا راسخا ومطلقا بخيار السلام، لواثقة من أن فرض الأمر الواقع بالقوة، لن يؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والاحتقان والعنف، لاسيما والمنطقة تمر بظرفية مضطربة ومعقدة، في ظل الأوضاع الإنسانية المؤلمة في قطاع غزة. واضاف "وإذ أثمن عزمكم الأكيد على تحريك عملية السلام بصفة جادة، فإني أؤكد لكم حرصي الشديد واستعدادي الدائم، لمواصلة المساعي الهادفة لخدمة السلام، بما يضمن الحقوق العربية والإسلامية، في إطار حل عادل وشامل، يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة، تعيش إلى جانب دولة إسرائيل، في أمن وسلام ووئام، حل دائم تتبوأ فيه قضايا الوضع النهائي، وخصوصا مصير القدس مكانة جوهرية وحاسمة".