معلوم أن الهجرة السرية في بلادنا ، عرفت تزايدا كبيرا ، من خلال قوارب الموت ، التي آمنت بها عقلية الشباب ، وصارت الوسيلة الوحيدة للعبور إلى الضفة الغربية ، والسبيل الأنسب ، عند من لم يستطيع الهجرة بطريقة شرعية ، لابد وان يخترق المحظور بشجاعة وإصرار. أسباب وراء هذه -الكارثة- ، جعلت الشباب يفقد السيطرة والثقة معا ، في بلد يرى فيه العيش الكريم منعدما ، قد يطرق عدة أبواب للعمل ، من أجل محاربة البطالة ، ولا مجيب له ولا متضامن ، قد يخرج للإحتجاج عن حقه ، ولكن دون أي نتيجة ، حقوق غائبة ، بطالة تتزايد يوما بعد يوم ، لا مجيب ولا رقيب ، حياة بئيسة ، حقوق مهضومة ، الحل الوحيد الهجرة الى بيئة سليمة تراعي الحقوق ، وتحمي الشباب من البطالة. أما نتائج الهجرة السرية ، فهي بين الإيجابية والسلبية ، فمن ناحية الإيجابية ، عندما يصل الشباب بأمن وسلام ، دون حدوث أي تيار يسلمهم للموت ، عند الوصول ، يبادرون إلى الإتصال بأسرهم للإطمئنان عليهم ، رنة هاتف تعيد الفرحة إلى ذويهم وأقاربهم ، أما الجانب السلبي ، فيختصره دموع الأم والأسرة ، جثت هامدة ، رنة هاتف تخبرهم عن فراق كبدة قلوبهم الحياة غرقا بين أمواج خائنة ، كلا النتائج الإيجابية والسلبية لهذه الظاهرة ، لا تؤثر في الشباب. القهر والبطالة والمعاناة في البلد السعيد ، دفع بهم الى الولوج إلى عالم آخر ، يتواجد فيه العيش الرغيد ، وحقوق محفوظة ، بين أشخاص وإن كان تختلف لغتهم عن لغتنا ، ودينهم عن ديننا ، ولكن لا تختلف عندهم الإنسانية ، وتفعيل العدل والقانون.