اولا، اجد من الطبيعي أن يحتفل ويشمت أعداء الوحدة الترابية بهذا " الانجاز"، ولكن عقلي لا يستوعب أن يفرح مغربي به ، وهو ما تابعته في تدوينات لبعض الشامتين. . ثانيا، هذا "الانجاز" الوهمي المؤدى عنه، لا قيمة سياسية له ولا قيمة قانونية. لا قيمة سياسية يتكون الكونغرس الأمريكي من 535 عضو، وبالتالي ف 25 عضو لا تأثير على قرارات باقي الأعضاء. ال 25 عضو الذين راسلوا الرئيس الامريكي، هم أعضاء "اللوبينغ" الجزائري ، وللاشارة فاللوبيغ في و م أ هي مؤسسات قانونية ومعلنة وليست سرية، مثلها مثل شركات الاستشارة أو شركات التواصل … مداخليها ومصاريفها والمبالغ التي تتوصل بها في إطار الشراكة ، منشورة في موقع مصلحة الضرائب وايضا في موقع وزارة العدل . والمغرب أيضا لديه نادي أو اثنين من "اللوبينغ" يضم عشرات من أعضاء الكونغرس وايضا رجال الأعمال والإداريين… والذي يمكنه أن يقوم بمراسلة مضادة ، أو أن يقوم بنشاط أو مبادرة اخرى داعمة للمغرب داخل الكونغرس أو خارجه … اذن من الناحية السياسية، لا قيمة لهذه المراسلة، بل لها قيمة مالية، وهذا تاكتيك اللوبينغ لجني المال في مناطق وحالات النزاع . . لا قيمة قانونية كما هو معلوم، فالنظام الدستوري الأمريكي هو نظام رئاسي ، والعلاقة بين رئيس الدولة والكونغرس علاقة صلبة أو جامدة، فلا الرئيس يتدخل في شؤون البرلمان ولا البرلمان يتدخل في شؤون الرئيس(هناك حالات التداخل والتوازن والتعاون وهي قليلة جدا جدا ولكنها محددة قانونية بشكل دقيق وحصري). اذن أن يراسل أعضاء الكونغرس الأمريكي في أمر يخص الرئيس ويدخل في مجاله الدستوري والقانوني بشكل مطلق، لا تعدو أن تكون مراسلة بروباغندا ودعاية إعلامية لا أقل ولا أكثر. … مثلا غير مثلا، أن فريق برلمان مغربي راسل الملك يطلب أو يلتمس منه أحداث هيئة معينة ، يبقى طلب البرلمانيين مجرد ملتمس، ولكن القرار الأول والأخير يعود للملك، كما أنه لا يسأل إذا لم يقم بذلك .