ترى من أشعل مفاتيح الضوء وارخى سدول الحياة على المكان ، من رمى بالحبق والعطر واحال هذا البيت إلى رائحة تشبه رائحة الجنة ، من وزع وريقات الورد ونثرها في كل الأركان فجاءت فوضاها أهدأ من الترتيب ذاته ؟؟ رائحة زكية تلامس الأديم وحبيبات الياسمين أعادت الدنيا إلى عهد الهدوء والسكون .. المكان مرتب عن آخره ، شاعري شفاف، الشموع واقفة في دلال يعطي لونها الحليبي للصالون رونقا وغنجا قل لهما النظير .. حلوى عيد الميلاد tarte etage الموضوعة بإتقان وسط الغرفة زادت من بهجة الروح … الساعة تتوقف عقاربها على الثانية عشر إلا بضع دقائق ، الجو جميل دافئ ونسيم يهفهف بين الحين والآخر يضيف اكسيرا جديدا إلى الحياة … وأخيرا فتح الباب ، قامت من مكانها مسرعة ، قالت وهي تتلقفه أمام البوابة المنقوشة بخشب العرعار " خفت أن لا تأتي " قال وهو يطوق ذراعيها ويضع على خذيها قبلة ساخنة : " مستحيل أن لا أشاركك فرحة هذا اليوم فيوم ميلادك هو يوم انبعاثي. . ثم أضاف وهو يرمق وجهها البريء :" لقد قررت ومنذ أن تعارفنا أن يكون فرحك فرحي وحزنك حزني. . أمسكت بيده ، دنت منها صديقاتها وقالت مبتهجة اقبلن لكي اعرفكن على مهجة الروح وفاكهة القلب ، أسرعت الصبايا الخطوات ، تمتمت احداهن وهمست في اذن صديقة لها إنه جذاب ونبست ثانية أنها محظوظة .. اغنية رقيقة تتغنى بالحب تنبعث من مكان ما .. تقدم فؤاد نحو الفتيات وقال واثقا هل تسمحن لي بأن اشنف مسامعكن بقصيدة شعر كتبتها بهذه المناسبة وهل تسمحن لي بأني اهديها باسمكن جميعا إلى التي حولت دنياي إلى جدارية فن ومعروفة غناء . صفقت اليافعات طربا وقلن بصوت واحد تفضل واتل علينا ما جادت به قريحتك. . وقف فؤاد كزرياب ثم بدأ في قراءة قصيدته بصوت جهوري ، كان صوته مرتفعا جدا … فجأة سمع صوتا مزمجرا قريبا منه .. كان الاحتجاج لاخيه الذي يقيم معه بنفس الغرفة ، قال شقيقه في نرفزة ظاهرة " وانت تنعس وخلينا نركدو …